هذا فضلا عما سلف ذكره نقلا من مستنداتهم المقدمة فى الدعوى من أن الباب كان نبيّا وإنه رسول قائم بذاته يوحى إليه من العلى القدير ، وإن البهائية دين كتابى ، وأن المعتمد من كتبها المقدسة كتب الباب ومنها كتاب البيان ، وكتاب بهاء الله ومنها الكلمات المكنونة وكتاب الأقدس. هذا وقد بان أيضا من الاطلاع على رد البهائيين على تحذير جبهة العلماء المقدم فى الدعوى أنهم يجحدون أهم مبادي العقيدة الإسلامية من أن محمدا ، عليه الصلاة والسلام ، خاتم النبيين والرسل ، وأن رسالته باقية إلى يوم الدين صالحة لكل زمان ومكان ، وذلك بأنهم يذهبون فى تفسير الآية القرآنية الكريمة : " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين" إلى أن الختم واقع على مقام النبوة وليس بواقع على مقام الرسالة ولا عبرة فى رأيهم بما قال به مفسرو هذه الآية من علماء الإسلام من أن مقام الرسالة خاص ، ومقام النبوة عام ، وختم الأعم معناه ختم الأخص. إذ لا حجة فى ذلك لدى البهائيين لتناقضه مع المنطق لأن القول بانقطاع الوحى الإلهي. وغلق باب الرحمة الإلهية من الأقوال التى لا يجد لها البهائيون سندا فى منطق الواقع. ثم قالوا فى ردهم : " فقد أجمع مفكرو أهل الملل والعقائد على أن الإنسانية فى تطورها الحالى فى أشد الحاجة إلى الفيض الإلهي" ص ٢٢. ثم قالوا : " ولا يستطيع العقل المنير أن يقول بأن أية شريعة أو قانون يصلح لكل زمان ومكان فضلا عن أن منزل الشرائع ومصدر الهدى والنور لم يقل بذلك" ص ٢٧. ثم قالوا : " فالبهائية كالإسلام والمسيحية واليهودية وغيرها من الأديان حلقة من حلقات التاريخ الروحى الّذي كان سنة الله فى كل عصر من عصور رسالته" ص ٥١.