المبحث الخامس
شريعة البهاء
إن شريعة البهاء من صنع البهاء ؛ ولهذا فهى مليئة بأخطاء البشر لأنها بعيدة عن السماء ، وخالق الأرض والسماء ، وخالق كل شيء ، سبحانه وتعالى عما يصفون ، فشرائع السماء لا تدعو أبدا إلى عبادة البشر كما نادى البهاء بعبادته بدعوى ألوهيته ، ومن ذلك فرض على أتباعه عبوديته ، يقول فى كتابه المسمى الأقدس : " يا ملأ الإنشاء ، اسمعوا نداء مالك الأسماء ، إنه يناديكم من شطر سجنه الأعظم أنه لا إله إلا أنا المقتدر المتكبر المتسخر المتعالى العليم الحكيم ..." (١).
وفى جرأة عجيبة يقول : " من توجه إلى قد توجه إلى المعبود كذلك فصّل فى الكتاب وقضى الأمر من لدن الله رب العالمين" (٢). فالبهاء هو رب البهائيين الأعلى ، ولا رب سواه فهم يقولون فى دروسهم : " إنه اليوم استوى على عرش الربوبية الكبرى ، جمال الأقدس الأبهى (البهاء) ، ويتجلى على أهل الأرض بكل أسمائه الحسنى وصفاته العليا" (٣).
وهكذا نلاحظ أنها شريعة تدعو إلى تقديس البهاء ومن كتابهم دروس الديانة ما نصه : " إنه لا بد من توجه القلب عند الذكر والدعاء إلى
__________________
(١) البهاء : الأقدس ، الفقرة ٢٨٢.
(٢) المرجع السابق ، الفقرة ٢٨٢.
(٣) أحمدى ، جلال الدين شمس : تنوير الألباب لإبطال دعوة البهاء والباب ، طبعة مصر ، ص ٢٧.