المبحث الرابع
عقائد البهائية
لا شكّ أن الناظر فى مبادي البهائية يكتشف لأول وهلة أن عقائدهم خليط من نحل ومذاهب وعقائد متباينة ، فهى مزيج من عقائد ومذاهب ديانات الهند القديمة والصين وفارس واعتقادات الفلاسفة ، وغلاة الصوفية ، والباطنية والأديان والشرائع السماوية.
يقول علماء البهائية فى تفسير قول الله تعالى : (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) القصد منها الأديان السبعة : البرهمية والبوذية والكونفوسيوسية والزرادشتية واليهودية والنصرانية والإسلام ، إنها جميعا مطويات بيمين الميرزا حسين على البهاء" (١) ، وهذا التأويل العجيب لا يقره عقل ولا نص ، ويكشف عن ضعف مناهج البهائية فى التأويل ، وليّهم النص القرآنى لصالح عقائدهم الباطنة.
وقد استقرت عقيدة البهائيين كما قررها لهم البهاء ، وكما فسرها دعاته فى كتبهم ونشراتهم" على أن الله ليس له أسماء ولا صفات ولا أفعال ، وأن كل ما يضاف إليه من أسماء وصفات وأفعال هى رموز لأشخاص ممتازين من البشر قديما وحديثا هم مظاهر أمر الله ومهابط وحيه فى زعمهم وآخرهم الّذي لقب نفسه (بهاء الله) وهو عندهم مظهر الله الأكمل ، وهو الموعود ،
__________________
(١) آل محمد ، أحمد حمدى : التبيان والبرهان ، ٢ / ١٢٠.