إذن فهم يعلمون أن
ما أتى به محمد صلىاللهعليهوسلم ليس من صنع البشر ، ولا قبل للبشر بالإتيان بمثله ، والذي
دفعهم إلى عدم الإيمان به ، ليس عدم ظهور الإعجاز فيه ، وإنما هو الكبر والعناد ،
والأنانية والأثرة والاستبداد.
عناد الأخنس بن
شريق صراحة :
جاء الوليد بن
المغيرة إلى الأخنس بن شريق فقال : ما تقول فيما سمعت من محمد؟.
فقال الأخنس : ما
ذا أقول؟ قال بنو عبد المطلب : فينا الحجابة ، قلنا : نعم.
قالوا : فينا
السدانة ، قلنا : نعم.
قالوا : فينا
السقاية ، قلنا : نعم.
يقولون : فينا نبي
ينزل عليه الوحي؟! والله لا آمنت فيه أبدا ..
فعدم الإيمان إذا
ليس للحق الذي جاء به رسول الله ، وإنما هو الأنانية والأثرة ، والحقد والحسد ...؟!.
إعلان المشركين أن
كفرهم كبر وعناد :
لما قامت الحجة
على المشركين ، وأسقطوا في أيديهم ، ورأوا أنه لم ينفعهم كذبهم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ومحاولة تشويه دعوته ، قالوا : إننا لا نعارض في أمر
النبوّة والرسالة ، ولا في أمر القرآن والإعجاز ، وإنما نعارض أن يكون المرسل محمد
بن عبد الله ، ولو كان من عظماء مكة ، كالوليد بن المغيرة ، أو عظماء الطائف
كمسعود بن عمر الثقفي لآمنا به ، (وَقالُوا لَوْ لا
نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ).
* * *
وبهذا الذي ذكرناه
يتبيّن لنا أن عدم إيمان المشركين بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، لم يكن لعدم صلاحية ما جاء به من المعجزة الدالة على
نبوته ، وإنما كان جحودا وعنادا ، مع تسليمهم أن ما جاء به الحق ، وأنه ليس من صنع
البشر.