وأنت على صواب في
هذا.
ولكن ستفاجأ حينما
أقول لك إن صاحب نظرية التسعة عشر قد قفز قفزة جديدة رائعة في عالم الخيال
والأباطيل ، فلم يرد في هذه المرة أن يحرف آيات القرآن فقط ، بل أراد أن يلغي
بعضها ، ويحرف بعضها الآخر ...
فزعم ـ والحمد لله
إذ فعل حتى يكشف حقيقته لكل أحد ـ زعم أنه يعلم موعد قيام الساعة ، وحدده لنا من
الآن ، حتى يستعد العالم للرحيل فقال :
«إن العالم سينتهي
بانتهاء عام ١٧٠٩ هجرية ، أي بعد ما يقرب من ثلاثمائة سنة من الآن عام ١٤٠٥ ه.
ولم يكتف بهذا ،
بل زاد إليه سنة أخرى ليستقيم له حساب التسعة عشر فقال : إن الساعة ستقوم سنة (١٧١٠
ه) أي بعد استكمال (١٧٠٩) تماما ، وبذلك يكون العدد من مضاعفات التسعة عشر ...؟!.
معتمده في معرفة
الساعة :
وأما ما اعتمد
عليه رشاد في معرفته بعلم الساعة فهو حساب الجمّل المعروف عند اليهود وعند العرب ،
وكان اليهود قد حاولوا بواسطته حساب عمر أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، كما قال هو ، وكما سنذكره الآن ، وقد كذبهم الله بذلك ،
كما كذبهم رسوله صلىاللهعليهوسلم ، وأثبت الواقع كذبهم ، لأنهم حددوا عمر رسالة الإسلام ب (٧٣٤)
عاما وها نحن نعيش الآن في القرن الخامس عشر.
إلا أن رشادا أراد
أن يتم طريق اليهود ، فزعم ـ كما يقول هو نفسه ـ أن اليهود كانوا على صواب في حساب
عمر الأمة الإسلامية ، إلا أنهم لما حسبوه لم تكن فواتح السور قد نزلت كلها ،
ولذلك كان حسابهم ناقصا ، إلا أن طريقتهم صحيحة ، والآن قد كمل نزول الفواتح ،
ولذلك فإن الحساب سيكون صحيحا.
وقبل أن نذكر الحساب
الذي أتى به بناء على أكذوبة التسعة عشر ، سنذكر الآن ما قاله اليهود في هذا ، لأن
كلامهم كان بداية طريق رشاد كما قال هو نفسه.