وأخبر عنه هو الحق
الذي أقره النجاشي ، وسلمان الفارسي ، وعدي ابن حاتم ، وكل من أسلم من اليهود
والنصارى ، وكشف عنه في التاريخ الحديث إنجيل برنابا؟!.
إن هذا القصص وإن
كان إخبارا عن الماضي إلا أنه إخبار من رجل أمي ، لا يعرف قراءة ، ولا كتابة ، ولا
تاريخا ، بل أتى بأشياء تخالف ما كان يعرف علماء التاريخ من الحقائق العلمية التي
جعلت إخباره معجزة ناطقة دالة على أنه ما أخبر بما أخبر به إلا من قبل عالم السر
والعلانية ، وعالم الماضي والحاضر والمستقبل ، من قبل الله ، ولذلك قال الله تعالى
لنبيه عليهالسلام في قصة موسى عليهالسلام : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ
الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ ، وَما كُنْتَ مِنَ
الشَّاهِدِينَ ، وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ،
وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا ، وَلكِنَّا
كُنَّا مُرْسِلِينَ ، وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا ، وَلكِنْ
رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ، لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ
قَبْلِكَ ، لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
وقال في نهاية قصة
مريم : (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ
الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ، وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ
أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ، وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ).
وقال في عيسى بن
مريم : (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ، ما كانَ لِلَّهِ أَنْ
يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ ، إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ
كُنْ فَيَكُونُ).
وقال في صلبه
وقتله : (وَما قَتَلُوهُ ،
وَما صَلَبُوهُ ، وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ، وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ
لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ، ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما
قَتَلُوهُ يَقِيناً ، بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ ، وَكانَ اللهُ عَزِيزاً
حَكِيماً).
وقال في يوسف عليهالسلام بعد أن ذكر قصته وكشف حقيقة ما جرى له : (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ
إِلَيْكَ ، وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ).
نعم .. إنه الإنباء
عن الغيب الماضي بما يجعل منه معجزة لأهل العصر ، ولأهل كل عصر.