واشهد عليهم أنهم لا يكفرو |
|
نكم بما قلتم من الكفران |
إذ أنتم أهل الجهالة عندهم |
|
لستم أولي كفر ولا إيمان |
لا تعرفون حقيقة الكفران بل |
|
لا تعرفون حقيقة الإيمان |
إلا إذا عاندتم ورددتم |
|
قول الرسول لأجل قول فلان |
فهناك أنتم أكفر الثقلين من |
|
إنس وجن ساكني النيران |
الشرح : وأشهد أيها المعطل على أهل الحق عند الله كذلك أنهم يثبتون لله جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا وأحكام الصفات وآثارها في غير مواربة ولا خفاء. وأنهم من تأويل أهل الباطل الذين يحرفون الكلم عن مواضعه براء. وأشهد عليهم كذلك أنهم متأولون ، ولكن تأويلهم هو صرف اللفظ إلى حقيقته وبيان المعنى المراد منه ، لا ما يقوله المعطلة من الهذيان والهراء ، فتأويلهم إنما يقوم على صرف الألفاظ إلى معانيها الراجحة المتبادرة منها ، لا حملها على معان بعيدة مرجوحة ، وهم لا يحملون النصوص إلا على معانيها الحقيقية التي هي الأصل ولا يصرفونها إلى المجاز إلا إذا اضطرهم إلى ذلك ضرورة من الحس أو البرهان ، فهناك تستباح ما للنصوص من عصمة ، لكن بغير إفراط ولا مجاوزة للحد ، بل بالقدر الذي أوجبته الضرورة ، كما في أكل المضطر للميتة ، ولكن النصوص التي يجب فيها ذلك من الكتاب والسنة قليلة جدا ومع كل نص منها القرينة التي تدل على أنه مصروف عن حقيقته ، ومع وجود القرينة لا يكون النص قد فهم منه إلا معناه المراد للمتكلم ، وبذلك لا يكون هناك صرف للفظ عن معناه بل هناك حمل له على المعنى الذي يفيده السياق وتدل عليه الفحوى ، وحينئذ فلا صرف ولا مجاز.
واشهد عليهم كذلك انهم لا يكفرون أهل التأويل والتعطيل بما يقولونه من كلمات الكفر حين ينفون عن الله ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله من صفات الكمال لأنهم عندهم أهل جهالة يعذرون لجهلهم فليسوا بكفار ولا مؤمنين إلا إذا أظهروا المشاقة والعناد ، وردوا قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم ردا صريحا