وتتشقق السماء وتتفتح أبوابها وتمور مورانا شديدا ، يعني تتحرك في استدارة ، وقيل معنى تمور تتشقق وتصير بعد تشققها كالمهل ، يعني دردي الزيت وتكون وردة كالدهان ، قيل مثل الأديم الأحمر ، وقيل مثل الفرس الورد ، أي الأحمر إلى صفرة.
* * *
والعرش والكرسي لا يفنيهما |
|
أيضا وأنهما لمخلوقان |
والحور لا تفني كذلك جنة ال |
|
مأوى وما فيها من الولدان |
ولأجل هذا قال جهم انها |
|
عدم ولم تخلق إلى ذا الآن |
والأنبياء فانهم تحت الثرى |
|
أجسامهم حفظت من الديدان |
ما للبلى بلحومهم وجسومهم |
|
أبدا وهم تحت التراب يدان |
وكذلك الأرواح لا تبلى كما |
|
منه تركب خلقة الانسان |
وكذلك عجب الظهر لا يبلى بلى |
|
تبلى الجسوم ولا بلى اللحمان |
ولأجل ذلك لم يقر الجهم ما ال |
|
أرواح خارجة عن الأبدان |
لكنها من بعض أعراض بها |
|
قامت وذا في غاية البطلان |
الشرح : يريد المؤلف بهذه الأبيات أن يرد على جهم في قوله بالعدم المحض للأشياء كلها يوم القيامة ، فيقول ان العرش والكرسي وهما من جملة المخلوقات قد صرحت النصوص ببقائهما دون فناء ، وكذلك جنة المأوى وما فيها من حور وولدان ولأجل هذه النصوص المصرحة ببقاء الجنة ونعيمها ، ذهب جهم إلى أنها لم تخلق للآن زاعما أنه لا فائدة من وجودها ، لأنها انما جعلت دارا للجزاء على الأعمال. وكذلك وردت النصوص بأن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ولا يصيبها ما يصيب الأجسام من البلى والتمزق ـ وبأن ابن آدم كله يبلي إلا عجب الذنب وهو الذي تنبت منه الأجسام في النشأة ابن آدم كله يبلى الا عجب الذنب وهو الذي تنبت منه الأجسام في النشأة الأخرى ـ وبأن الأرواح باقية كذلك لا تبلى كما تبلى اللحوم والاجسام ، ولأجل هذا أنكر الجهم وجود