بالتركيب. يقول ابن سينا في كتابه النجاة : فإذا حققت تكون الصفة الأولى لواجب الوجود أنه أن وموجود ، ثم الصفات الأخرى يكون بعضها المتعين فيه هذا الوجود مع اضافة ، وبعضها هذا الوجود مع السلب ، وليس ولا واحد منها موجبا في ذاته كثرة البتة ولا مغايرة.
وكذلك تأولوا علم الله عزوجل وجميع صفاته لمعان سلبية تحاشيا من البعث الجسماني الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام والذي هو خروج الموتى من قبورهم أحياء بأنه فراق الروح لعالم العناصر الذي هو عالم الكون والفساد ورجوعها الى عالمها الأول ، حين كانت تعيش في عالم البسائط والمجردات التي لا يعتريها تحلل ولا فساد ، ولا يجوز أن يكون الضمير في قوله (بفراقها) عائدا على الأبدان ، لأن الأبدان من عالم العناصر ، فكيف تفارقه؟ اللهم إلا إذا اريد بهذا أنها تتحلل فيعود كل عنصر منها الى حاله قبل التركيب ، ولكن اطلاق اسم البعث على هذا المعنى بعيد ، فالظاهر أن المراد بالبعث هنا مفارقة الروح لعالم العناصر.
وكذلك جرأ التأويل القرامطة اتباع حمدان قرمط ، وهم من غلاة الشيعة على أن يتأولوا شرائع الايمان العملية ، كما تأولوا شرائعه العلمية بلا فارق بينهما ، فتأولوا الصلاة والصيام ، والحج والزكاة ، والجهاد وغيرها بمعان اصطلحوا عليها تناسب مذاهبهم الخبيثة ، وفسروا آيات الكتاب برموز واشارات وقالوا أن لها ظاهرا وباطنا. ولهذا سموا باطنية.
والتأويل كذلك هو الذي جرأ نصير الدين الطوسي الخبيث شارح الاشارات لابن سينا ، والمحصل للرازي على أن يكيد للاسلام وأهله. فيقال أنه هو الذي كتب الى هولاكو ليغزو بجيوشه الباغية بلاد الاسلام ، ويقوض أركان الخلافة الاسلامية ، وقد جرى للمسلمين على أيدي هؤلاء التتار من المحن والبلايا ما بقيت آثاره الى أيام الشيخ ابن القيم رحمهالله.
وجميع ما في الكون من بدع واح |
|
داث تخالف موجب القرآن |