عدم قدرته على بيان ذلك وإيضاحه ، فأي واحد منها إذا تختارون لتسجلوا على أنفسكم أشنع الكفر والبهتان.
* * *
ولأي شيء لم يصرح بالذي |
|
صرحتم في ربنا الرحمن |
ألعجزه عن ذاك أم تقصيره |
|
في النصح أم لخفاء هذا الشأن |
حاشاه بل ذا وصفكم يا |
|
أمة التعطيل لا المبعوث بالقرآن |
ولأي شيء كان يذكر ضد ذا |
|
في كل مجتمع وكل زمان |
أتراه أصبح عاجزا عن |
|
قوله استولى وينزل أمره وفلان |
والله ما قال الأئمة غير ما |
|
قد قاله من غير ما كتمان |
لكن لأن عقول أهل زمانهم |
|
ضاقت بحمل دقائق الإيمان |
وغدت بصائرهم كخفاش أتى |
|
ضوء النهار فكف عن طيران |
حتى إذا ما الليل جاء ظلامه |
|
أبصرته يسعى بكل مكان |
الشرح : يعني إذا كان ما تقولونه من التعطيل ونفي الصفات هو الحق الذي يجب اعتقاده ، فلأي شيء لم يصرح به الرسول صلوات الله وسلامه عليه كما صرحتم أنتم به في حق الله عزوجل. لا بد أن يكون ذلك لأحد الأمور الثلاثة التي قدمناها : أما لعجزه وعدم قدرته على التعبير والافصاح عن ذلك وحاشاه ، فهو أكمل الخلق بلاغة وأقدرهم على أداء أي معنى بما يناسبه من الألفاظ. واما لتقصيره في النصح لأمته وقصده الى غشهم والتلبيس عليهم ، وحاشاه فهو الأمين الذي ائتمنه الله على وحيه ، فلا يعقل منه كتمان لشيء من ذلك أو تبديل ، واما لخفاء هذا الشأن عليه وعدم ظهوره له ، وحاشاه فهو أعلم الخلق بما يجب لربه عزوجل وما يجوز وما يمتنع ، لا يخفى عليه شيء من ذاك في النفي والاثبات ، بل أنتم يا جماعة التعطيل والانكار أولى بهذه الأوصاف ، فأنتم أجهل الناس بالحق وأقصرهم تعبيرا وأداء وأغشهم لناصح ، وأما الرسول فبراء من ذلك.
وإذا كان ما تقولونه من التعطيل هو الحق ، فلأي شيء كان الرسول صلىاللهعليهوسلم