روى سفيان بن حمزة عن أشياخه عنها. قيل : لها صحبة ، ذكرها أبو نصر بن ماكولا.
١١١٨٧ ـ رقيّة بنت سيد البشر صلىاللهعليهوسلم : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (١) الهاشمية (٢) ، هي زوج عثمان بن عفان ، وأم ابنه عبد الله.
قال أبو عمر : لا أعرف خلافا أنّ زينب أكبر بنات النبي صلىاللهعليهوسلم. واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم ، والأكثر أنهنّ على هذا الترتيب. ونقل أبو عمر عن الجرجاني أنه صح أن رقية أصغرهن ، وقيل : كانت فاطمة أصغرهن ، وكانت رقية أولا عند عتبة بن أبي لهب ، فلما بعث النبي صلىاللهعليهوسلم أمر أبو لهب ابنه بطلاقها ، فتزوجها عثمان.
وقال ابن هشام : تزوج عثمان رقية ، وهاجر بها إلى الحبشة ، فولدت له عبد الله هناك : فكان يكنى به.
وقال أبو عمر : قال قتادة : لم تلد له ، قال : وهو غلط لم يقله غيره ، ولعله أراد أختها أم كلثوم ، فإنّ عثمان تزوجها بعد رقية ، فماتت أيضا عنده ، ولم تلد له ، قاله ابن شهاب والجمهور. وسيأتي لتزويج رقية ذكر في ترجمة سعدى أم عثمان حماتها.
وقال ابن سعد : بايعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم هي وأخواتها ، وتزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة ، فلما بعث قال أبو لهب : رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ، ففارقها ولم يكن دخل بها ، فتزوجها عثمان ، فأسقطت منه سقطا ، ثم ولدت له بعد ذلك ولدا فسماه عبد الله ، وبه كان يكنى ، ونقره ديك فمات فلم تلد له بعد ذلك.
وأخرج ابن سعد من طريق عليّ بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : لما ماتت رقية قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون». فبكت النساء على رقية ، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «مهما يكون من العين ومن القلب فمن الله والرّحمة ، ومهما يكن من اليد واللّسان فمن الشّيطان» (٣). فقعدت فاطمة على شفير القبر تبكي ، فجعل يمسح عن عينها بطرف ثوبه.
قال الواقديّ : هذا وهم ، ولعلها غيرها من بناته ، لأن الثبت أن رقية ماتت ببدر ، أو يحمل على أنه أتى قبرها بعد أن جاء من بدر.
وأخرج ابن مندة بسند واه عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أسماء بنت أبي بكر ،
__________________
(١) في أ : عبد المطلب بن هاشم الهاشمية.
(٢) أسد الغابة : ت ٦٩٢٩ ، الاستيعاب : ت ٣٣٨٩.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٣٣٥ عن ابن عباس.