إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم |
|
ماض على الهول خضمّ حضرمي (١). |
[الرجز]
وكل من الأسانيد أطول من هذا ، قال : فبلغها الخبر ، فقالت : الحمد لله الّذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقرّ رحمته.
قالوا : وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض.
قلت : ومن شعرها في أخيها :
ألا يا صخر لا أنساك حتّى |
|
أفارق مهجتي ويشقّ رمسي |
يذكّرني طلوع الشّمس صخرا |
|
وأبكيه لكلّ غروب شمس |
ولو لا كثرة الباكين حولي |
|
على إخوانهم لقتلت نفسي |
[الوافر]
ومن شعرها فيه :
ألا يا صخر إن أبكيت عيني |
|
فقد أضحكتني دهرا طويلا |
ذكرتك في نساء معولات |
|
وكنت أحقّ من أبدى العويلا |
دفعت بك الجليل وأنت حيّ |
|
ومن ذا يدفع الخطب الجليلا |
إذا قبح البكاء على قتيل |
|
رأيت بكاءك الحسن الجميلا (٢) |
[الوافر]
ويقال إنها دخلت على عائشة وعليها صدار من شعر ، فقالت لها : يا خنساء ، هذا نهي رسول الله صلىاللهعليهوسلم عنه ، فقالت : ما علمت ، ولكن هذا له قصة ، زوّجني أبي رجلا مبذّرا فأذهب ماله ، فأتيت إلى صخر فقسم ماله شطرين ، فأعطاني شطرا خيارا ، ثم فعل زوجي ذلك مرة أخرى ، فقسم أخي ماله شطرين فأعطاني خبرهما ، فقالت له امرأته : أما ترضي أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار ، فقال :
والله لا أمنحها شرارها |
|
وهي الّتي أرحض عني عارها |
ولو هلكت خرّقت خمارها |
|
واتّخذت من شعر صدارها |
[الرجز]
__________________
(١) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (٣٣٦٣).
(٢) تنظر الأبيات في الديوان ص ٨٢ ، وهذا الشعر قالته الخنساء تبكي أخاها معاوية لمّا قتله بنو مرّة ، وزعم أبو عبيدة أنها قالت هذا الشعر في أخيها صخر لما دفن بأرض بني سليم عند جبل عسيب وهو من غرر مراثيها.