قال : وذهب هؤلاء إلى أن التناسخ إنما هو على سبيل العقاب ، قالوا : فالفاسق السيئ الأعمال تنتقل روحه إلى أجساد البهائم الخبيثة المرتطمة في الأقذار ، والمسخّرة المؤلمة ، الممتهنة بالذبح. وذهبت الفرقة الثانية وهم من الدهرية إلى أن الأرواح تنتقل إلى أجساد من نوعها ، ولا يجوز أن تنتقل إلى غير النوع التي أوجب طبعها الإشراف عليه وتعلقها بها ، فالنفس تردد في الأجساد أبدا.
__________________
ـ من السجن أظهر الدعوة ذيذان ، ثم أظهرها حمدان قرمط ، ولقب بذلك لقرمطة في خطه أو في خطوه ، وإليه تنسب القرامطة ، وانتشرت القرامطة أو الإسماعيلية في البلاد وعاثوا فسادا في البحرين والأحساء والقطيف ، وقتلوا الرجال وسبوا النساء والذراري في الهجر ، وفي اليمن ، وخرج منهم سليمان بن الحسين ، وتعرض للحجيج وأسرف في القتل منهم ، وقتل من كان في الطواف وأغار على أستار الكعبة ، وطرح القتلى في بئر زمزم ، فراجع تفاصيل ذلك في الكتاب المذكور ، وفي كتاب (الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة) للعلامة السيد هاشم معروف الحسني أشار إلى تاريخ القرامطة والإسماعيلية وإلى المصادر التي اعتمد عليها فراجع فيه ص ٨٩ ـ ٩٥ ، طبع دار النشر للجامعيين في بيروت. وذكر في تاريخ ابن الأثير حوادث سنة ٣٧٤ ، ج ٩ ص ١٦ و ١٧ نبذة من أحوالهم في أواخر أيامهم.
وذكر جملة من أحوالهم وما فعلوه من المنكرات المرحوم العلامة الشيخ علي القديحي البحراني ، في كتابه (أنوار البدرين) ـ