الشهرستاني فيما نقله عنهم : فأما تناسخية الهند فأشد اعتقادا لذلك «أي للتناسخ» لما عاينوا من طير يظهر في وقت معلوم فيقع على شجرة معلومة فيبيض ويفرّخ ، ثم إذا تم نوعه بفراخه حك بمنقاره ومخالبه فتبرق منه نار تلتهب فيحترق الطير ، ويسيل منه دهن يجتمع في أصل الشجرة في مغارة ، ثم إذا حال الحول وحان وقت ظهوره انخلق من هذا الدهن مثله طير فيطير ويقع على الشجرة ، وهو أبدا كذلك ، قالوا : فما مثل الدنيا وأهلها في الأدوار والأكوار إلّا كذلك.
وقال به شرذمة قليلة من الحكماء المعروفين بالتناسخية وهم أقل الحكماء تحصيلا وأسخفهم رأيا حيث ذهبوا إلى امتناع تجرد شيء من النفوس بعد المفارقة للبدن المخصوص لأنها جرمية دائمة التردد في أبدان الحيوانات وغيرها ، فالتناسخ عندهم انتقال النفوس الإنسانية من أبدانهم إلى أبدان الحيوانات المناسبة لها في الأخلاق والأعمال من غير خلاص ، أي أن النفوس تتردد منتقلة من بدن إلى بدن آخر مغاير له
__________________
ـ كتاب الملل والنحل للشهرستاني ج ٢ ص ٢٥٥.