وعند ما ظهر الإسلام كان يحمل حلّا لقضية مصير الإنسان وقيامة وحسابه في الآخرة ، وما يواكب هذا الحساب من الجنة أو النار ، غير أن المجتمع الإسلامي قد عرف مذاهب فكرية وفلسفات شتى ، وجدت فكرة التناسخ لدى بعضها متسعا ومقاما ، بل شهد هذا المجتمع محاولات كثيرة لإيجاد جذور لفكرة التناسخ في الدين الإسلامي نفسه ، فهبّ المفكرون المسلمون ، على مرور القرون يوضحون موقف الإسلام من هذه القضية ويفندونه ، وظهرت مؤلفات عديدة تناقش موضوع المصير البشري ، ومصير المخلوقات عامة وما يمكن أن يلحقها من تناسخ وتقمص وفسخ ورسخ ومسخ ...
وكان من المؤلفات الحديثة «الإسلام والتناسخ ، أو إبطال التناسخ» للعلامة المجتهد السيد حسين مكي. وهذا الكتاب على ضآلة حجمه يجمع في صورة واضحة ، مختصرة ، وشاملة ، آراء كل الفلاسفة والدهريين ، وجميع أصحاب الفرق الإسلامية في موضوع التناسخ ، كما أن ميزات الشمول والاختصار والوضوح في هذا الكتاب تبرر تحقيقه ، وتجعل تقديمه للقراء عملا مفيدا.