وهكذا نلاحظ أن فكرة التناسخ ـ كونها تتعارض مع البعث الجسدي والمعاد والحساب يوم القيامة ، مما يتعارض مع أحد أصول الدين الإسلامي ، قد شغلت عددا كثيرا من الباحثين والمؤلفين للرد على مضمونها ودحضها ، وكان هؤلاء الباحثون من شتى البلاد الإسلامية ومن غير العرب ، كالهنود والإيرانيين مما يعني أن كتاب إبطال التناسخ موضوع هذا التحقيق ، والذي وضعه الإمام السيد حسين يوسف مكي العاملي ، لم يكن الأول ولن يكون الكتاب الأخير في هذا المجال ، بل هو واحد من الكتب المتأخرة في سلسلة الكتب التي عرفها التراث الإسلامي في هذا الموضوع.
كما أن طريقة عرض الكتاب ومنهجه يعبران عن منهجية رجال الدين ، وأساتذة جامعة النجف وعلمائها حيال هذا الموضوع العقائدي وغيره من العقائد ، حيث يكون النقاش من خلال المصادر الدينية ، ومن خلال اعتماد الموضوعية العلمية ، أبرز خصائص العمل العلمي لدى هؤلاء العلماء ، وإن اتسم بالحماس كتعبير عن صفاء المعتقد لديهم.