الماضية ، ثم أشار الشهرستاني إلى آراء الهند البراهمة ، والبوذية وموقفهم من التناسخ الذي عرفته أمم عديدة ، حيث (ما من ملة إلّا وللتناسخ فيها قدم راسخ) (١).
وقد سبقه البيروني (٤٤٠ ه / ١٠٤٨ م) في كتابه عن الهند للإشارة إلى رأي الهندوس في التناسخ (٢) ناقلا بعض مقاطع من آراء مفكريهم في هذا المجال ، وآراء غير الهنود من ماني إلى أفلاطون وبروكليس.
إن هذه المؤلفات التي تكلمت على التناسخ تشير إلى اهتمام الكتاب المسلمين بهذا الموضوع ، إلّا أن الإشارة تجدر إلى وجود خطين اثنين عن المفكرين المسلمين الذين تناولوا موضوع التناسخ ، الأول هو خط علماء الكلام المسلمين ، والثاني هو خط الفلاسفة.
أما علماء الكلام فقد وضعوا كتبا عديدة في هذا الموضوع ، مناقشين هذه المسألة ، مثل مؤلفات بشر بن المعتمر المعتزلي (٢١٠ ه / ٨٢٥ م) والحسن بن
__________________
(١) الشهرستاني : الملل والنحل ، دار المعرفة ، بيروت ، ١٣٩٥ ه / ١٩٧٥ ، ط ٢ ج ٢٢ ص ٢٥٥.
(٢) البيروني : ما للهند من مقالة ، نشره Sachau ، لندن ١٨٨٧ م ص ٢٤.