ثم رده إلى عكس ما كان عليه.
«الثاني» : الرد إلى النار لأن جهنم بعضها أسفل من بعض ، كما رواه الفخر الرازي في تفسيره عن علي عليه الصلاة والسلام ، فالكافر بعد أن خلقه الله تعالى في أحسن خلقة مع العقل ، والحرية ، والتكليف ، عصى وكفر فاستحق الرد إلى النار إلى أسفل درك ، ويؤيد هذا الاحتمال استثناء الذين آمنوا ، فإنهم لا يدخلون النار إذا عملوا الصالحات ، ويؤيده قوله تعالى : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) (١) ، أي فما يحملك أيها الإنسان بعد هذه الحجج على أن تكذب بيوم الجزاء والحساب في الآخرة ، ألم تعلم أن القادر على خلقك في أحسن تقويم قادر على أن يبعثك ويعيدك للحساب والجزاء؟ أو يكون الخطاب للنبي (ص) ، أي فمن يكذبك أيها الرسول (ص) بالدين الذي هو الإسلام بعد هذه الحجج ، وعلى كلا الاحتمالين تكون الآية الشريفة بعيدة عما يدعيه أهل التناسخ ، فمن قلّة التدبر في معناه أن يتمسكوا بها على مدعاهم.
٤ ـ قوله تعالى : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ
__________________
(١) سورة التين ، الآية : ٧.