٣ ـ قوله تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) (١).
يريدون من التسافل ما يدعونه في التناسخ من انتقال نفس الإنسان بعد الموت إلى جسم حيوان.
والجواب : إن الرد إلى أسفل سافلين يحتمل فيه أمران لا غير.
«الأول» : التسافل إلى أرذل العمر والخرف والهرم ، ونقصان العقل ، فبعد أن كان على أحسن تقويم في الشكل والصورة ، وكمال النفس والعقل واعتدال الجوارح وجميع ما خلقه الله فيه ، وكان قويا في سمعه وبصره وعقله ، يعود ضعيفا في قواه ، في بصره وسمعه وعقله ، فيهرم ، ويخرف ، ويعجز عن القيام ، وينسى ما كان علمه ، وهذا المعنى محكي عن ابن عباس وغيره ، ويشير إليه قوله تعالى : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) (٢).
ويشير إليه صدر الآية لأنه خلقه على أحسن تقويم
__________________
(١) سورة التين ؛ الآيتان : ٤ ـ ٥.
(٢) راجع الآية في سورة الحج ؛ الآية : ٥ ، وسورة النحل ؛ الآية : ٧٠.