«بغير علم» أنهم
لم يذكروه من علم ، إنما ذكروه تكذّبا.
(بَدِيعُ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ
كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٠١) ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا
إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ
وَكِيلٌ (١٠٢))
قوله تعالى : (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ) قال الزّجّاج : أي : من أين يكون له ولد ، والولد لا يكون
إلا من صاحبة؟! واحتجّ عليهم في نفي الولد بقوله تعالى : (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) فليس مثل خالق الأشياء ، فكيف يكون الولد لمن لا مثل له؟!
فإذا نسب إليه الولد ، فقد جعل له مثل.
(لا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٠٣))
قوله تعالى : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) في الإدراك قولان : أحدهما
: أنه بمعنى
الإحاطة. والثاني
: بمعنى الرّؤية.
وفي «الأبصار» قولان : أحدهما
: أنها العيون ،
قاله الجمهور. والثاني
: أنها العقول ،
رواه عبد الرّحمن بن مهدي عن أبي حصين القارئ. ففي معنى الآية ثلاثة أقوال : أحدها : لا تحيط به الأبصار ، رواه العوفيّ عن ابن عباس ، وبه قال
سعيد بن المسيّب ، وعطاء. وقال الزّجّاج : معنى الآية : الإحاطة بحقيقته ، وليس
فيها دفع للرّؤية ، لما صحّ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الرّؤية ، وهذا مذهب أهل السنّة والعلم والحديث. والثاني : لا تدركه الأبصار إذا تجلّى بنوره الذي هو نوره ، رواه
عكرمة عن ابن عباس. والثالث
: لا تدركه الأبصار
في الدنيا ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال
__________________