(٧٥٩) قال ابن عباس : لمّا نزلت هذه الآية ، أتاهم رسول الله فقال : «ما الذي أثنى الله به عليكم»
____________________________________
صححه في «الإرواء» ١ / ٨٥ برقم ٤٥ ، وقد حكم بضعف إسناده ، وأعله بضعف يونس وجهالة إبراهيم ـ وتقدم أن هناك علة أخرى ـ ثم نقل عن النووي وابن حجر قولهما : إسناده ضعيف. ثم قال : ومن ذلك تعلم أن قول الحافظ في «الفتح» ٧ / ١٩٢ بعد أن عزاه لأبي داود : «إسناده صحيح» غير صحيح. ولو قال : حديث صحيح. كما صدرنا نحن تخريج الحديث لأصاب ، لأنه وإن كان ضعيفا بهذا السند ، فهو صحيح باعتبار شواهده. ثم ذكر حديث عويم بن ساعدة ، وعده شاهدا له ، وليس كما قال. فحديث عويم وغيره كما سيأتي ، ليس فيه أن لفظ «نزلت ...» أصلا. وانظر ذلك مفصلا في الآتي ، والله تعالى أعلم.
(٧٥٩) صحيح بشواهده. أخرجه عبد الرزاق في «التفسير» ١١٣١ والطبري ١٤٢٤٠ و ١٤٢٤١ عن قتادة مرسلا.
وأخرجه الطبري ١٧٢٣٩ عن قتادة عن شهر بن حوشب به ، وهو مرسل أيضا وله شواهد موصولة وهي :
١ ـ حديث عويم بن ساعدة : أخرجه ابن خزيمة ٨٣ والحاكم ١ / ١٥٥ وأحمد ٣ / ٤٢٢ والطبري ١٧٢٤٥ والطبراني في «الصغير» ٢ / ٢٣ من طرق عن أبي أويس عن شرحبيل بن سعد عن عويم بن ساعدة ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لأهل قباء ، إني أسمع الله قد أثنى عليكم في الطهور ، فما هذا الطهور؟ قالوا : يا رسول الله ، ما نعلم شيئا ، إلا أن جيرانا لنا من اليهود رأيناهم يغسلون أدبارهم من الغائط ، فغسلنا كما غسلوا» رووه بألفاظ متقاربة ، إسناده ضعيف ، أبو أويس هو عبد الله بن عبد الله ضعفه الجمهور ، وشيخه شرحبيل ضعيف أيضا.
ومع ذلك صححه الحاكم! ووافقه الذهبي! ولعل ذلك بسبب شواهده.
٢ ـ وورد عن عروة مرسلا ، أخرجه الطبري ١٧٢٥٢ وفيه ذكر عويم ، لكنه مختصر. وفيه ذكر الآية.
٣ ـ وورد من مرسل إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري ، أخرجه الطبري ١٧٢٥١ بنحو اللفظ الذي ذكرته آنفا.
٤ ـ وله شاهد من حديث ابن عباس ، وفيه ذكر عويم ، أخرجه الحاكم ١ / ١٨٧ والطبراني ١١٠٦٥ وإسناده ضعيف ، فيه عنعنة ابن إسحاق ، وهو مدلس ، وصححه الحاكم على شرط مسلم! ووافقه الذهبي! ولم يرو مسلم لابن إسحاق في الأصول ، إنما روى له متابعة.
٥ ـ وله شاهد من حديث عبد الله بن سلام ، أخرجه الطبراني كما في «المجمع» ١ / ٢١٢. وفيه سلام الطويل ، قال الهيثمي : أجمعوا على تركه.
٦ ـ وورد عن محمد بن عبد الله بن سلام ، أخرجه أحمد ٦ / ٦ والطبري ١٤٢٤٢ و ١٤٢٤٣ وفيه شهر بن حوشب ، مدلس وفيه ضعف. وقد اضطرب فيه فقد كرره الطبري ١٤٢٤٤ عنه عن محمد بن عبد الله بن سلام ـ قال يحيى أحد الرواة ـ لا أعلمه إلا عن أبيه ـ فهذا اضطراب ، لكن يصلح شاهدا.
٧ ـ وله شاهد من حديث أبي أمامة ، أخرجه الطبراني ٧٥٥٥ ، وفيه شهر بن حوشب أيضا ، وفيه ليث بن أبي سليم ضعفه غير واحد.
٨ ـ وله شاهد من حديث أبي أيوب وجابر وأنس ، أخرجه ابن ماجة ٣٥٥ وابن الجارود ٤٠ والدار قطني ١ / ٦٢ والحاكم ١ / ١٥٥ والبيهقي ١ / ١٠٥ ومداره على عتبة بن أبي حكيم ، ضعفه ابن معين والنسائي. وقال أبو حاتم : صالح. وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به. ذكر ذلك الزيلعي رحمه في «نصب الراية» ١ / ٢١٩ وقال : سنده حسن. ولعله حسنه لشواهده. وقال الدار قطني : عنبة غير قوي. وأما الحاكم فقال : حديث كبير صحيح في الطهارة! ووافقه الذهبي! ولعله وافقه بسبب شواهده.
٩ ـ وورد من حديث أبي أيوب من وجه آخر ، أخرجه الطبراني كما في «المجمع» ١ / ٢١٣ وقال الهيثمي : فيه واصل بن عطاء ، وهو ضعيف.
١٠ ـ وله شاهد عن خزيمة بن ثابت ، وليس فيه اللفظ المرفوع ، أخرجه الطبراني كما في «المجمع» ١ / ٢١٣ وقال الهيثمي : فيه أبو بكر بن أبي سبرة متروك. فهذا شاهد لا يفرح به.
١١ ـ وصح عن خزيمة من وجه آخر أخرجه الطبري ١٧٢٤٦ قال : نزلت هذه الآية (فِيهِ رِجالٌ ...) قال : كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط. لم يذكر أهل قباء.