لعمرك إنّ إلّك من قريش |
|
كإلّ السّقب من رأل النّعام (١) |
والثاني : أنه الجوار ، قاله الحسن. والثالث : أنه الله عزوجل ، رواه ابن أبي نجيج عن مجاهد ، وبه قال عكرمة. والرابع : أنه العهد ، رواه خصيف عن مجاهد ، وبه قال ابن زيد ، وأبو عبيدة. والخامس : أنه الحلف ، قاله قتادة. وقرأ عبد الله بن عمرو وعكرمة وأبو رجاء وطلحة بن مصرّف : «إيلا» بياء بعد الهمزة. وقرأ ابن السّميفع والجحدريّ : «ألّا» بفتح الهمزة وتشديد اللام.
وفي المراد بالذّمّة ثلاثة أقوال : أحدها : أنها العهد ، قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، والضّحّاك في آخرين. والثاني : التّذمّم ممّن لا عهد له ، قاله أبو عبيدة ، وأنشد :
لا يرقبون بنا إلّا ولا ذمما
والثالث : الأمان ، قاله اليزيديّ ، واستشهد بقوله صلىاللهعليهوسلم :
(٦٦٩) «ويسعى بذمّتهم أدناهم».
قوله تعالى : (يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ) فيه ثلاثة أقوال : أحدها : يرضونكم بأفواههم في الوفاء ، وتأبى قلوبهم إلّا الغدر. والثاني : يرضونكم بأفواههم في العدة بالإيمان ، وتأبى قلوبهم إلّا الشّرك. والثالث : يرضونكم بأفواههم في الطّاعة ، وتأبى قلوبهم إلّا المعصية ، ذكرهنّ الماوردي.
قوله تعالى : (وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ) قال ابن عباس : خارجون عن الصّدق ، ناكثون للعهد.
(اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (١٠) فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (١١))
قوله تعالى : (اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) في المشار إليهم قولان : أحدهما : أنهم الأعراب الذين جمعهم أبو سفيان على طعامه ، قاله مجاهد. والثاني : أنهم قوم من اليهود ، قاله أبو صالح. فعلى الأوّل ، آيات الله : حججه. وعلى الثاني : هي آيات التّوراة. والثّمن القليل : ما حصّلوه بدلا من الآيات. وفي وصفه بالقليل وجهان : أحدهما : لأنه حرام ، والحرام قليل. والثاني : لأنه من عرض الدنيا الذي بقاؤه قليل. وفي قوله تعالى : (فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) ثلاثة أقوال : أحدها : عن بيته ، وذلك حين منعوا النبيّ صلىاللهعليهوسلم بالحديبية دخول مكّة. والثاني : عن دينه بمنع الناس منه. والثالث : عن طاعته في الوفاء بالعهد.
____________________________________
(٦٦٩) صحيح. أخرجه أبو داود ٤٥٣٠ والنسائي ٨ / ٢٣ وأحمد ١ / ١١٩ و ١٢٢ وأبو يعلى ٣٣٨ من حديث علي وهو حديث صحيح ، وتقدم.
__________________
(١) البيت منسوب إلى حسان بن ثابت ، ديوانه ٤٠٧ ، و «اللسان». ألل.
السقب : ولد الناقة ساعة يولد. الرأل : ولد النعام.