التّين ، قاله ابن عباس. والثاني : ورق الموز ، ذكره المفسّرون. وما بعد هذا قد سبق تفسيره إلى قوله : (قالَ فِيها تَحْيَوْنَ) يعني الأرض.
واختلف العلماء في تاء «تخرجون» ؛ فقرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو : بضمّ التاء وفتح الراء ، هاهنا ؛ وفي (الرّوم) : (وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) (١). وفي (الزّخرف) : (كَذلِكَ تُخْرَجُونَ) (٢) وفي (الجاثية) : (لا يُخْرَجُونَ مِنْها) (٣). وقرأهنّ حمزة ، والكسائيّ : بفتح التاء وضم الراء. وفتح ابن عامر التاء في (الأعراف) فقط. فأمّا التي في (الرّوم) (إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) (٤) ، وفي (سأل سائل) (يَوْمَ يَخْرُجُونَ) (٥) فمفتوحتان من غير خلاف.
(يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٢٦))
قوله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً).
(٥٧١) سبب نزولها : أنّ ناسا من العرب كانوا يطوفون بالبيت عراة ، فنزلت هذه الآية ، قاله مجاهد. وقيل : إنّه لما ذكر عري آدم ، منّ علينا باللباس.
وفي معنى (أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ) ثلاثة أقوال : أحدها : خلقنا لكم. والثاني : ألهمناكم كيفية صنعه. والثالث : أنزلنا المطر الذي هو سبب نبات ما يتّخذ لباسا. وأكثر القرّاء قرءوا : «وريشا». وقرأ ابن عباس والحسن وزرّ بن حبيش وقتادة والمفضّل ، وأبان عن عاصم : «ورياشا» بألف. قال الفرّاء : يجوز أن تكون الرّياش جمع الرّيش ، ويجوز أن تكون بمعنى الرّيش كما قالوا : لبس ، ولباس.
فلمّا كشفن اللّبس عنه مسحنه |
|
بأطراف طفل زان غيلا موشّما (٦) |
قال ابن عباس ، ومجاهد : «الرّياش» : المال ؛ وقال عطاء : المال والنّعيم. وقال ابن زيد : الرّيش : الجمال ؛ وقال معبد الجهنيّ : الرّيش : الرّزق ؛ وقال ابن قتيبة : الرّيش والرّياش : ما ظهر من اللّباس. وقال الزّجّاج : الرّيش : اللّباس وكلّ ما ستر الإنسان في جسمه ومعيشته. يقال : تريّش فلان ، أي : صار له ما يعيش به. أنشد سيبويه :
رياشي منكم وهواي معكم |
|
وإن كانت زيارتكم لماما (٧) |
(٥٧١) ضعيف. أخرجه الطبري ١٤٤٢٣ عن مجاهد مرسلا ، فهو ضعيف. وكرره ١٤٤٢٧ عن مجاهد مرسلا بنحوه.
__________________
(١) سورة الروم : ١٩.
(٢) سورة الزخرف : ١١.
(٣) سورة الجاثية : ٣٥.
(٤) سورة الروم : ٢٥.
(٥) سورة المعارج : ٤٣.
(٦) البيت منسوب إلى حميد بن ثور الهلالي ديوانه ١٤ «اللسان» لبس ، طفل. الطفل : البنان الناعم. أراد مسحنه بأطراف بنان طفل. الغيل : الساعد الريان الممتلئ. الموشم : عليه الوشم. والوشم زينة الجاهلية وقد أبطلها الإسلام.
(٧) البيت منسوب إلى جرير ، ديوانه ٥٠٦. اللمام : الشيء اليسير. وهو أيضا الزيادة في النوم وأصله من ألم بالمنزل : إذا نزل به ثم رحل.