الآية
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١٦٠)
* * *
النصر من عند الله
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ) بتأييده ورعايته ولطفه من خلال ما يوفره لكم من الأسباب الخفية ، بالإضافة إلى الأسباب التي تأخذون بها مما يرتبط بالنتائج الطبيعية للنصر في نطاق النظام الكوني والإنساني في سنن الله في الحياة ، فإن الله إذا رأى عباده المؤمنين منفتحين على مواقع محبته ورضاه ، آخذين بمواقع إرادته في حركة سننه لديهم ، فلا بد له من أن يمنحهم نصره بطريقة أو بأخرى ، فلا مجال لأية هزيمة في ساحتهم ، فإذا انطلقتم في هذا الاتجاه (فَلا غالِبَ لَكُمْ) لأن الله لا يغلب في إرادته مهما كانت الأمور والأوضاع.
(وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ) لأنكم ابتعدتم عن الطاعة لأوامره ونواهيه وفقدتم الإحساس بالوحدة الإيمانية بينكم ، ورفضتم السير على وفق حركة الأسباب في وجودكم (فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ) من كل هؤلاء الذين يملكون القوّة