والدلالة بمعنى واحد» (١).
(حَنِيفاً) : من الحنف وهو الميل من شيء إلى شيء ، وهو في المصطلح القرآني الميل من الضلال إلى الهدى.
(أَوْلَى) : هو بمعنى أفعل من غيره ، لا يثنّى ولا يجمع لأنه يتضمن معنى الفعل والمصدر على تقدير يزيد فضله على فضله في أفضل منه ، ومعنى قولنا : هذا الفعل أولى من غيره ، أي : بأن يفعل ، وقولنا : زيد أولى من غيره معناه : أنه على حال هو أحق بها من غيره (٢).
(اتَّبَعُوهُ) : الاتباع : جريان الثاني على طريقة الأول من حيث هو عليه ، كالمدلول الذي يتبع الدليل في سلوك الطريق ، أو في التصحيح ، لأنه إن صح الدليل صح المدلول عليه بصحته ، وكذلك المأموم الذي يتبع طريقة الإمام.
* * *
أسلوب التأنيب الهادىء
وهذا أسلوب آخر في حوار القرآن مع أهل الكتاب ، يستهدف كشف الزيف الذي كانوا يمارسونه في تضليل الناس باستغلال الصفة الروحية الكبيرة والموقع القدسيّ العظيم لبعض الشخصيات النبويّة ، فيسبغون عليه انتماءهم الديني ليوحوا للبسطاء بقداسة مواقعهم ، وسلامة طروحاتهم الفكرية والعملية ، من أجل كسب هؤلاء البسطاء إلى صفوفهم وتحويلهم عن السير في خط الإسلام. وقد أراد القرآن الكريم أن يواجههم بأسلوب التأنيب الهادىء الوديع الذي يطرح التساؤل في أسلوب الاستفهام الإنكاري ، كأسلوب لمواجهة الإنسان نفسه بالحقيقة في تسجيل نقطة هنا تدفع نحو التفكير ، ونقطة هناك تدفع نحو
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٢ ، ص : ٧٦٨.
(٢) (م. ن) ، ج : ٢ ، ص : ٧٦٩.