المباهلة في الخط الإسلامي العام
٠ وإذا كانت الآية مختصة بالنبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم في الواقعة الخاصة مع وفد نصارى نجران ، فإنها لا تختص ظاهرا به ، بل يمكن أن تنطلق في كل مورد مماثل لم يصل فيه الحوار إلى نهاية حاسمة لعدم استعداد الطرف الآخر للاقتناع بالحجة ـ بعد إقامتها عليه ـ فتكون المباهلة هي الخيار الأخير في ساحة التحدي ، فإن الله قد طرح المسألة على رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من خلال أنها وسيلة من وسائل المواجهة لإسقاط موقف الآخرين في خط الباطل لمصلحة موقف الحق ، لا لخصوصية في المورد الخاص. وقد ورد في الرواية عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام أنه قال : إذا كان ذلك ـ أي إذا لم يقبل المعاندون للحق ـ فادعهم إلى المباهلة قلت : وكيف أصنع؟ فقال : أصلح نفسك ثلاثا ، وأظنه قال : صم واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبّان ، فشبّك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ، وابدأ بنفسك فقل : اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ؛ إن كان (فلان) جحد حقا وادعى باطلا ، فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما ، ثم ردّ الدعوة عليه. فإنك لا تلبث أن ترى ذلك فيه (١).
* * *
القصص الحق
(إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ) الذي يقص عن الحق ، ويؤكد مفاهيمه ويقود إلى الهدى ، فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وذلك هو دور القصة في حياة الإنسان ، فليست لهوا ولا عبثا ولا حاجة لملء الفراغ ، بل هي خط للوعي ، ومنطلق للهدى ، وحاجة للانفتاح على حقائق العقيدة والحياة في واقع المعرفة الإنسانية ، حيث يؤكد القرآن للرسول وللمؤمنين ، أنّ قصّة
__________________
(١) انظر : البحار ، م : ٣٣ ، ج : ٩٢ ، باب : ، ١٢٨ ص : ٤٦٢ ، رواية : ٢.