دعوته من دون التحديد في عنوان الدعوة ، ولكنهم كانوا محدّدين في نفسه بأشخاص معينين ، لأنهم هم المفضلون لديه ، القريبون إليه ، الأثيرون عنده.
* * *
استواء النسب من جهة الولد والبنت
ونلاحظ ـ هنا ـ إقرار المضمون النسبي الذي يجعل أبناء البنت منتسبين إلى أبيها باعتبار استواء النسب ـ من جهة الولد والبنت ـ إليه ، فلم يفرق القرآن الكريم بين أبناء الابن وأبناء البنت ، وأبطل النظرة الجاهلية التي كانت تعتبر أبناء الابن ـ وحدهم ـ هم الأبناء ، بينما لا تعتبر أبناء البنت أبناء ، وذلك ما عبر عنه الشاعر :
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا |
|
بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد |
لأنهم يرون المرأة ـ الأم ـ مجرد وعاء لا دور لها في الانتساب من حيث التكوين. وهذا خطأ في التحليل الواقعي ، فإن الولد ـ ذكرا كان أو أنثى ـ يولد من خلال نطفة الأب وبويضة الأم ، بحيث يكون نسبته إليهما على حد سواء في طبيعة خلقه وتكوينه.
وقد جاء في القرآن الكريم اعتبار عيسى عليهالسلام من ذريته إبراهيم عليهالسلام مع أنه يرتبط به وينتسب إليه من خلال أمه مريم عليهاالسلام وذلك هو قوله تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) [الأنعام : ٨٤ ـ ٨٥]. كما جاء في قوله تعالى : (وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ) [النساء : ٢٣] الذي استفاد منه العلماء حرمة زواج الجد بزوجة حفيده وابن الابن ، وسبطه ، وابن البنت ، لصدق كونها حليلة الابن في الجميع على حدّ سواء.
* * *