خصوصية في مضمون الربوبية ، فإنها لا تملك لوجودها ضرّا ولا نفعا إلا بالله ، فهي من بين ما يصنعونه بأيديهم وما يماثلهم في الوجود في نقاط الضعف التي يختزنونها ولا يتفوقون عليهم في شيء ، وبالرغم من هذا كله فهم يعتبرونها آلهة ، ويعبدونها من دون الله ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإن الشرك يفرّغ القلب من كل قوّة ، ويعزله عن كل طمأنينة ، ويبتعد به عن كل إحساس بالأمن ، لأن الله ـ وحده ـ هو الذي يملأ عقل الإنسان وقلبه وروحه وضميره وكل حياته ، فيمنحه الطمأنينة الهادئة العميقة ، التي توحي إليه بأنه في أمان من كل خوف ، لأن الله هو المهيمن على الأمر كله ، فلا يملك أيّ مخلوق الإضرار به إذا لم يرد الله له ذلك.
ولهذا كان الإنسان الفارغ قلبه من الله هو الذي يطوف القلق في داخله أمام أيّ طارئ من طوارئ الحيرة ، ويعيش الخوف في كيانه من خلال كل عنصر من عناصر الإثارة ، حتى أن الوساوس والهواجس تنفذ إليه ، بسبب العوامل السلبية التي تحيط به ، فتأكل روحه ، وتهز موقعه ، لأنه لا يجد أيّة قاعدة ثابتة للإحساس بالقوة في نفسه ، مما يجعل حياته نهبا لأية حالة طارئة وأيّ شك جديد لتلعب به الرياح النفسية والخارجية على طريقة قول الشاعر:
إذا الريح مالت |
|
مال حيث تميل |
وهذا ما يجعل الإحساس بالرعب أمرا طبيعيا في حياتهم بسبب الهواجس التي تطوف في خيالهم ، وينطلق الغيب الإلهي بالقدرة الخفية ، ليثير الرعب بقوّة من خلال هواجس جديدة وتهاويل مخيفة في تصوراتهم للأشياء التي يدخل فيها بعض عناصر الخوف ونوازع القلق.
* * *
دور الحالة النفسية في تثبيت المواقف
وإننا نعرف أن للحالة النفسية دورها في تثبيت المواقف وتأكيدها ، لأن