بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مقدمة الطبعة الأولى
هل هذا كتاب تفسير ، وهل نحن بحاجة إلى تفسير جديد أمام هذا الحشد من التفاسير التي لم تترك جانباً من جوانب المعرفة القرآنية إلّا وأفاضت في تحليله وتوسيعه وتعميقه ، من الجوانب اللغوية إلى الجوانب البلاغية والفلسفية والنفسية والاجتماعية ، وغيرها ، حتى انتهى الأمر إلى التفسير العلمي الذي يحاول روّاده أن يجعلوا من القرآن مجمعاً لكلّ ما استحدث من اكتشافات ونظريات في شتى ألوان المعرفة ... وانطلق البعض في اتجاه متطرف يجعل من القرآن كتاباً مليئاً بالأسرار حافلا بالمعميات والألغاز ، مما يوحي للقارىء بأنّه أمام كتاب يعتمد على الرموز في كلّ ما يريد أن يعرّفه للنّاس ؛ وما تزال المحاولات مستمرة في استحداث آفاق جديدة لتفاسير جديدة؟!
والجواب : إنّنا لم نكتب هذه الأبحاث في البداية كمحاولة تفسيرية جديدة ، بل كانت دروساً قرآنية تلقى على مجموعة من الطلاب المؤمنين المثقفين من أجل خلق وعي قرآني يركز الوعي الإسلامي على قواعد ثابتة لا مجال فيها للاهتزاز وللانحراف ، لأنّنا نشعر أنّ الثقافة القرآنية تعتبر العنصر الأساس لأي عمل إسلامي تغييري على صعيد الفكر أو على صعيد الواقع ، باعتبار أنّ القرآن يمثّل في وعينا الإسلامي العقيدي الكتاب الذي (لا يَأْتِيهِ