عما كانوا يكتمونه ، وذكروا في ذلك وجوها ؛ منها أنه ما كتمه إبليس في نفسه من الكبر والاغترار تنزيلا للواحد منزلة الجمع باعتباره ملحقا بهم ، ومنها أنه قولهم : لن يخلق ربنا خلقا إلا كنا أعلم منه وأكرم ... ولكننا لا نجد لهذا أو ذاك حجة على التفسير ، بل الغالب على الظن ـ والله العالم ـ أن الآية لا تختلف عن مثيلاتها من الآيات التي تختم بالحديث عن صفات الله من خلال مناسبة الموضوع في الآية من أجل تأكيد عظمة الله في أيّ موقف من مواقف القرآن ، وعلى ضوء هذا ، ربما يكون الحديث عن علم الله للغيب منسجما مع الحديث عن الطبيعة الممتدة الفاعلة للخليفة في هذا المخلوق الجديد مما لم يحط الملائكة بعلمه ، ولا بد في هذا المجال من الإيحاء بسعة علم الله بالمستوى الذي يحيط بكل ما يظهره الإنسان أو يضمره ليوقظ في نفسه الإحساس الدائم بالرقابة المستمرة الشاملة عليه ، مما يحقق له مزيدا من الانضباط والشعور العميق بعظمة الله. وفي هذه الحال ، لا نجد ضرورة تقدير أي شيء للكلمة ، لأن القضية لا تنطلق من طبيعة الواقعة الشخصية بل من الطبيعة الأساسية لصفات الله.
* * *
مسألة المسميات في خصائصها وحقائقها :
وقفة مع الطباطبائي
وقد ذكر بعض المفسّرين أن هذه الأسماء ، أو أن مسمياتها ، كانت موجودات أحياء عقلاء محجوبين تحت حجاب الغيب ، وأن العلم بأسمائهم كان غير نحو العلم الذي عندنا بأسماء الأشياء ، وإلّا كانت الملائكة بإنباء آدم إياهم بها عالمين وصائرين مثل آدم مساوين معه ، ولم يكن في ذلك إكرام لآدم