عليها بأن أصلها التشديد.
الرابع : أن تكون زائدة وأكثر ما زيدت بعد «ما» النافية إذا دخلت على جملة فعلية كقول عبيدالله بن الحرّ الجعفي في رثاء أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) :
٥١ ـ وما إن رأى الرّاؤون أفضل منهم |
|
لدى الموت سادات وزُهر قَماقِمَة (١) |
أو اسمية كقول فروة بن مُسَيك :
٥٢ ـ فما إن طِبُّـنا جُبن ، ولكن |
|
منايانا ودولةُ آخرينا (٢) |
وفي هذه الحالة تكفّ عمل «ما» الحجازية كما في البيت ، وأمّا قوله (٣) :
٥٣ ـ بني غُدانةَ ما إن أنتم ذهبا |
|
ولا صريفاً ولكن أنتُم الخزف |
في رواية من نصب «ذهباً وصريفاً» فخرّج على أنها نافية مؤكدة لـ «ما».
وزيد على هذه المعاني الأربعة معنيان آخران ، فزعم قُطرُب أنها قد تكون بمعنى «قد» كما مر في (إنْ نَفَعَتِ الذِّكرى) (الأعلى /٩) وزعم الكوفيّون أنها تكون بمعنى «إذ» وجعلوا منه : (وَاتَّقُوا الله إنْ كُنْتُمْ مُؤمنينَ) (المائدة /٥٧) (لتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرام إنْ شاء الله آمِنينَ) (الفتح /٢٧) ونحوهما ممّا الفعل فيه محقّق الوقوع. وأجاب الجمهور عن الاُولى بأنها شرط جيء بها للتهييج والإلهاب ، كما تقول لابنك : «إن كنت ابني فلا تفعل كذا». وعن آية المشيئة بوجوه :
منها : أنها تعليم للعباد كيف يتكلمون إذا أخبروا عن المستقبل.
ومنها : أنّ أصل ذلك الشرط ثم صار يذكر للتبرك.
__________________
١ ـ أدب الطف : ١ / ٩٨.
٢ ـ شرح شواهد المغني ١ / ٨١ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ١ / ١٠٢.
٣ ـ لم يسمّ قائله. شرح شواهد المغني : ١ / ٨٤ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ١ / ١٠٦.