وقد أسلفنا أن
النيابة إنما وقعت في الضمائر المنفصلة؛ لشبهها في استقلالها بالأسماء الظاهرة ، فإذا
عطف عليه اسم ظاهر ، نحو : «لولاك وزيد» تعين رفعه؛ لأنها تخفض الظاهر.
الثاني
: أن تكون للتحضيض والعرض؛ فتختص بالمضارع
أو ما في تأويله ، نحو : (لَوْلا
تَسْتَغْفِرُونَ الله)
(النمل /٤٦) ونحو (لَوْلا أخّرْتَني إلى
أجَل قَرِيب)
(المنافقون /١٠).
الثالث
: أن تكون للتوبيخ والتنديم فتختص بالماضي
، نحو : (لَوْلا جاؤُوا عَلَيهِ بِأرْبَعَةِ شُهداء) (النور /١٣) ومنه : (وَلَولا إذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما
يَكُونُ لَنا أنْ نَتَكَلّم بِهذا)
(النور /١٦) إلا أن الفعل اُخَّر.
وقد فصلت من الفعل بـ «إذ وإذا» معمولين
له ، وبجملة شرطية معترضة؛ فالأول كما تقدّم ، والثاني والثالث ، نحو : (فَلولا إذا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ وأنتُمْ
حِينَئذ تَنْظُرُونَ ونَحْنُ أقْرَبُ إلَيهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبصِرُونَ
فَلَولا إنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينينَ تَرْجِعُونها)
(الواقعة /٨٣ ـ ٨٧) المعنى : فهلا ترجعون الروح إذا بلغت الحلقوم إن كنتم غير
مدينين ، وحالتكم أنكم تشاهدون ذلك ، ونحن أقرب إلى المحتضر منكم ، ولكنكم
لاتشاهدون ذلك ، و «لولا» الثانية تكرار للاُولى.
الرابع
: الاستفهام ، نحو (لَوْلا أخّرتَني إلى أجَل قَرِيب)
(المنافقون /١٠) (لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ) (الأنعام/٨) قال الهروي : وأكثرهم
لا يذكره. والظاهر أن الاُولى للعرض ، وأن الثانية مثل : (لَوْلا جاؤا عَلَيْهِ
بأرْبَعَةِ شُهَداء) (النور/١٣).
وذكر الهروي أنها تكون نافية بمنزلة «لَم»
، وجعل منه : (فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ
آمَنَتْ فَنَفَعَها إيمانُها إلا قَوْمَ يُونُسَ)
(يونس /٩٨) والظاهر أن المعنى على التوبيخ ، أي : فهلا كانت قَرية واحدة من القرى
المُهلكة تابت عن الكفر قبل مجيء