ما ذاقَ نِسائي! فَجاءَ مُحَلِّمٌ في بُردَينِ فَجَلَسَ بَينَ يَدَي رَسولِ اللّه لِيَستَغفِرَ لَهُ. فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : لا غَفَرَ اللّه لَكَ.
فَقامَ وهُوَ يَتَلَقّى دُموعَهُ بِبُردَيهِ ، فَما مَضَت بِهِ سابِعَةٌ حَتّى ماتَ ودَفَنوهُ ، فَلَفِظَتهُ الأَرضُ ، فَجاؤوا إلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله فَذَكَروا ذلِكَ لَهُ ، فَقالَ : إنَّ الأَرضَ تَقبَلُ مَن هُوَ شَرٌّ مِن صاحِبِكُم ، ولكِنَّ اللّه ـ جَلَّ وعَزَّ ـ أرادَ أن يَعِظَكُم.
ثُمَّ طَرَحوهُ بَينَ صَدَفَي جَبَلٍ ، وألقَوا عَلَيهِ مِنَ الحِجارَةِ ، ونَزَلَت : (يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ ...) الآيَةَ ١ .. ٢
٤ / ١٠
مَروانُ بنُ الحَكَمِ ٣
١٤١١. مسند أبي يعلى عن أبي يحيى النخعي : إنَّ الحَسَنَ والحُسَينَ عليهماالسلام مَرَّ بِهِما مَروانُ ، فَقالَ لَهُما قَولاً قَبيحا.
فَقالَ الحَسَنُ أوِ الحُسَينُ عليهماالسلام : وَاللّه ثُمَّ وَاللّه ، لَقَد لَعَنَكَ اللّه وأنتَ في صُلبِ الحَكَمِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. النساء : ٩٤.
٢. تفسير الطبري : ج ٤ الجزء ٥ ص ٢٢٢ ، المغازي : ج ٣ ص ٩١٩ نحوه ، تفسير ابن كثير : ج ٢ ص ٣٣٨ ، السيرة النبويّة لابن كثير : ج ٣ ص ٤٢٦ ؛ تفسير التبيان : ج ٣ ص ٢٩٨ ؛ مجمع البيان : ج ٣ ص ١٤٥ عن ابن عمر وابن مسعود وابن حَدْرَد وكلاهما نحوه.
٣. هو مروان بن الحكم بن أبي العاص ، ابن عمّ عثمان ، ولد في مكّة ، أو الطائف ، ولمّا كان النّبيّ صلىاللهعليهوآله قد نفى أباه إلى الطائف كان هو معه فلم ير رسول اللّه. قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في حقّ أبيه : ويل لأُمّتي ممّا في صلب هذا. وأعاد عثمان عمّه وابنه الى المدينة فتدخّل مروان بن الحكم في شؤون الخلافة. جُرح أثناء دفاعه عن عثمان. شارك في حرب الجمل وصفّين محاربا لأميرالمؤمنين عليهالسلام. وتولّى حكم المدينة سنة ٤٢ ه ، وهو الذي حال دون دفن الإمام الحسن عليهالسلام عند جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله. تأمّر على المسلمين بعد يزيد بن معاوية تسعة ، أو عشرة أشهر. وهلك في سنة ٦٥ ه (أُسد الغابة : ج ٥ ص ١٣٩ الرقم ٤٨٤٨ وج ٢ ص ٤٩ الرقم ١٢١٧ ، الاستيعاب : ج ٣ ص ٤٤٤ الرقم ٢٣٩٩ ، الإصابة : ج ٦ ص ٢٠٤ الرقم ٨٣٣٧).