ورَسولِهِ ، وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى.
فَلَمّا وَصَلَ إلَيهِ الكِتابُ مَزَّقَهُ وَاستَخَفَّ بِهِ ، وقالَ : مَن هذَا الَّذي يَدعوني إلى دينِهِ ، ويَبدَأُ بِاسمِهِ قَبلَ اسمي؟! وبَعَثَ إلَيهِ بِتُرابٍ.
فَقالَ صلىاللهعليهوآله : مَزَّقَ اللّه مُلكَهُ كَما مَزَّقَ كِتابي ، أما إنَّهُ سَتُمَزِّقونَ مُلكَهُ. وبَعَثَ إلَيَّ بِتُرابٍ! أما إنَّكُم سَتَملِكونَ أرضَهُ. فَكانَ كَما قالَ. ١
٤ / ٩
مُحَلِّمُ بنُ جَثّامَةَ ٢
١٤١٠. تفسير الطبري عن ابن عمر : بَعَثَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله مُحَلِّمَ بنَ جَثّامَةَ مَبعَثا ، فَلَقِيَهُم عامِرُ بنُ الأَضبَطِ ، فَحَيّاهُم بِتَحِيَّةِ الإِسلامِ ، وكانَت بَينَهُم إحنَةٌ ٣ فِي الجاهِلِيَّةِ ، فَرَماهُ مُحَلِّمٌ بِسَهمٍ فَقَتَلَهُ ، فَجاءَ الخَبَرُ إلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله ، فَتَكَلَّمَ فيهِ عُيَينَةُ وَالأَقرَعُ ، فَقالَ الأَقرَعُ : يا رَسولَ اللّه سُنَّ اليَومَ وغَيِّر غَدا ٤ .. فَقالَ عُيَينَةُ : لا وَاللّه حَتّى تَذوقَ نِساؤُهُ مِنَ الثُّكلِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. المناقب لابن شهر آشوب : ج ١ ص ٧٩ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٣٨١ ح ٧ ، وراجع الخرائج والجرائح : ج ٣ ص ١٠٤٩ وصحيح البخاري : ج ١ ص ٣٦ ح ٦٤ والسيرة النبويّة والآثار المحمّديّة (في هامش السيرة الحلبيّة) : ج ٣ ص ٦٤.
٢. هو يزيد بن قيس بن ربيعة الكنانيّ الليثيّ. صحابيّ ، خرج في من بعثه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله إلى إضم ، فقاتل عامر بن الأضبط الأشجعيّ مع أنّه سلّم عليه بتحيّة الإسلام وقتله ، قيل : إنّ الآية الواردة في المتن. نزلت فيه ، وقيل : إنّها نزلت في غيره (الاستيعاب : ج ٤ ص ٢٣ الرقم ٢٥٥٢ ، أُسد الغابة : ج ٥ ص ٧١ الرقم ٤٦٩٨).
٣. الإحْنَةُ : الحِقد (النهاية : ج ١ ص ٢٧ «أحن»).
٤. أي اعمل بسنّتك التي سننتها في القِصاص ، ثمّ بعد ذلك إذا شئت أن تُغَيِّر فغيِّر ، أي تغيِّر ما سننتَ. وقيل : تغيِّر : من أخذِ الغِيَر ؛ وهي الدِّية. يعني إن جرى الأمر مع أولياء هذا القتيل على ما يريد محلِّم ثبّطَ الناس عن الدخول في الإسلام معرفتهم أنّ القود يغيَّر بالدية ، والعرب خصوصا وهم الحُرّاص على درك الأوتار ، وفيهم الأنَفة من قبول الدِّيات (النهاية : ج ٢ ص ٤١٠ «سنن» وج ٣ ص ٤٠٠ «غير»).