وقال صلى الله عليه وآله : ما من صباح
إلّا وقد وكّل الله تعالى ملكين يناديان : اللهمّ اجعل لكلّ مُمسكٍ تَلَفاً ، ولكلّ
منفقٍ خَلَفاً .
وأختم هذا البحث بهذه الرواية الرائعة :
روي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان يطوف بالبيت ، فإذا رجل متعلّق بأستار
الكعبة وهو يقول : اللهمّ بحرمة هذا البيت إلّا غفرتَ لي ذنبي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : وما
ذنبك ، صِفْه لي؟ قال : هو أعظم من أن أصفه لك.
قال : ويحك ، ذنبك أعظم أم الأرضون؟ قال
: بل ذنبي يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله : ويحك ، ذنبك
أعظم أم الجبال؟ قال : بل ذنبي يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله : فذنبك أعظم أم
البحار؟ قال : بل ذنبي يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله : فذنبك أعظم أم
السماوات؟ قال : بل ذنبي يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله : ذنبك أعظم أم
العرش؟ قال : بل الله أعظم وأعلى وأجلّ.
قال صلى الله عليه وآله : ويحك! فصِفْ
لي ذنبك؟ قال : يا رسول الله إنّي رجل ذو ثروة من المال ، وإنّ السائل ليأتيني
ليسألني فكأنّما يستقبلني بشعلة من النار.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إليك
عنّي ، لا تُحرقْني بنارك ، فوالذي بعثني بالهداية والكرامة ، لو قمتَ بين الركن
والمقام ، ثمَّ صليتَ ألفَي ألف عام ، وبكيتَ حتى تجريَ من دموعك الأنهار ، وتسقيَ
بها الأشجار ، ثم متّ وأنت لئيم ، لأكبّك الله في ال نار ، ويحك أما علمتَ أنَّ الله
يقول : (وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن
نَّفْسِهِ)
، (وَمَن
يُوقَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ