وورد في الحديث الشريف : إيّاكم والظنّ
، فإنّ الظن أكذَبُ الحديث
والمراد به هو الشكّ الباطل الواهم الذي لا يستند على دليلٍ ولا مؤثّرٍ يفيد
العلم.
أمّا في تعابير المناطقة فيقسَّم العلم
أربع مراتب ، وهي :
١. اليقين : والمراد به التصديق على نحو
الجزم من دون احتمال للوهم والتكذيب ، ويقال له التصديق اليقيني.
٢. الظنّ : والمراد به رجحان طرف العلم
، كما لو كانت النسبة ٧٠% مثلاً ، وهذا تصديق ظنّيّ.
٣. الشكّ : وهو حالة تساوي احتمال
الوقوع واحتمال العدم بنسبة ٥٠% ، وهو من أقسام الجهل.
٤. الوهم : وهي حالة مرجوحيّة أحد طرفي
العلم ، كما لو كانت النسبة ٥% ، وهو من أقسام الجهل.
يقول سماحة السيّد عبد الأعلى
السبزواريّ قدس سره في كتاب «تهذيب الأصول» : ما كان من الاعتقاديّات يُعتبر فيه
الجزم ، فلا وجه لاعتبار الظنّ فيها مطلقاً لعدم كونه من الجزم أبداً ، وكذا يعتبر
فيه الاعتقاد بالواقع على ما هو عليه ، لأنّ عقد القلب شيء غير الظنّ ، فلا مورد
لاعتبار الظنّ في الاعتقاديّات مطلقاً .
أمّا في مجال التكليف بالفروع والأحكام
الشرعيّة فيقول السيّد عزّ الدين بحر العلوم قدس سره في كتابه الموسوم بـ «التقليد
في الشريعة الإسلاميّة» : من المعلوم أنّ موارد العلم واليقين لا تؤمّن للمكلَّف
إحرازَ امتثال جميع التكاليف الإلزاميّة لانحصار موارده في الضروريّات كالصلاة
والصوم والزكاة والحجّ وما شاكل ، فلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ