كلَّه .
وقد رأينا من خلال تجاربنا الاجتماعيّة
أنّ الناس قد انفضّوا من بعض المفكّرين والعاملين ، بل من بعض أرباب الصنايع
والمكاسب ، وما ذلك إلّا لحالة الغضب والعنف والشدّة التي كانوا يتّصفون بها.
إنّ الرفق يدعو إلى مداراة الناس
والإخوان والأبناء ، فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : إنّا أُمِرنا ـ
معاشر الأنبياء ـ بمداراة الناس كما أُمرنا بالفرائض .
وقال صلى الله عليه وآله : المداراة نصف
الإيمان .
وورد في وجوب مداراة الناس والتعامل
معهم بالأخلاق الحسنة والرفق والمروءة والأحاديث الكثيرة فقد قال صلى الله عليه
وآله : ما يُوضَع في ميزان امرئٍ يوم القيامة أفضلُ مِن حُسن الخُلق .
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله مخاطباً
أقاربه ، آمراً إيّاهم بحسن الخلق ومداراة الناس : يا بَني عبد المطّلب ، إنّكم لن
تَسَعوا الناسَ بأموالكم ، فالْقُوهم بطلاقة الوجه وحسْن البِشر .
وقال صلى الله عليه وآله : إنّ العبد
لَيبلغُ بِحُسن خلقه عظيمَ درجات الآخرة ، وأشرف المنازل ، وإنّه يُضعف العبادة .
أي يضاعفها.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام لولده
الحسين عليه السلام : أي بُنيّ ، رأس العلم الرفق ، وآفتُه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ