بالنميمة ، المفرّقون
بين الأحبّة ، المبتغون للبُرآء المعايب .
وفي الحديث المشهور قال النبيّ صلى الله
عليه وآله : المسلم مَن سَلِم المسلمون من يده ولسانه .
وفي الأخبار أنّ شاذويه بن الحسين
القمّيّ قال : دخلت على أبي جعفر «الباقر» عليه السلام وبأهلي حَبَل «حمل» ، فقلت
: جُعلت فداك ، أُدعُ الله أن يرزقني ولداً ذكراً. فأطرق عليه السلام مليّاً ثمّ
رفع رأسه فقال : إذهبْ فالله يرزقك غلاماً ـ قالها ثلاث مرّات ـ.
قال : فقدمت مكّة فصرت إلى المسجد ، فأتى
محمّد بن الحسن بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا ، منهم : صفوان بن يحيى ، ومحمّد
بن سنان ، ومحمّد بن أبي عمير وغيرهم ، فأتيتهم فسألوني ، فأخبرتهم بما قال عليه
السلام ، فقالوا لي : فهمت عنه عليه السلام ذكراً وزكيّاً؟
فقلت : ذكراً قد فهمت ، قال محمّد بن
سنان : إمّا أنت ستُرزق ولداً ، إنّه إمّا يموت على المكان أو يكون ميّتاً ، فقال
أصحابنا لمحمّد بن سنان : أسأتَ ، قد علمنا الذي علمت ، فأتى غلام في المسجد فقال
لشاذويه القمّي : أدرك فقد مات أهلك. قال : فذهبت مسرعاً ، فوجدتها على شُرف الموت
، ثم لم تلبث أن ولدت غلاماً ميّتاً .
وروي أنّ الإمام الباقر عليه السلام
تأذّى من تصرّف محمّد بن سنان لأنّه أذاع سرّاً من أسراره عليه السلام من دون رخصة
منه ، وقيل : إنّ الإمام الباقر عليه السلام لم يكلّم محمّد بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ