فإنّ كلّ نسب وسبب يوم القيامة منقطعٌ إلّا نسبي (١).
وقد ورد في الأثر المعتبر أنّ الدعاء أفضل من قراءة القرآن ، ففي صحيح حمّاد ، قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام : رجلانِ افتتحا الصلاة في ساعة واحدة ، فتلا هذا القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه ، ودعا هذا فكان دعاؤه أكثر من تلاوته ، ثمّ انصرفا في ساعة واحدة ، أيّهما أفضل؟ قال عليه السلام : كلٌّ فيه فضل ، كلّ حَسَن ، فقلت : إنّي قد علمت أنّ كلّاً حسن ، وأنّ كلّاً فيه فضل ، فقال عليه السلام : الدعاء أفضل (٢).
وورد استحباب الدعاء حال السجود وتسمية الحاجات فإنّه أقرب إلى الإجابة ، فقد جاء في الخبر أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال لعبد الله بن هلال ، عليك بالدعاء وأنت ساجد ، فإنّ أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد ، قلت : فأدعو في الفريضة وأُسمّي حاجتي؟ فقال عليه السلام : نعم ، قد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله (٣).
والدعاء نوع من أنواع الارتباطات الغيبية القدسيّة بالله سبحانه ، وبه يستعين الإنسان الضعيف بالمَلك القدير على قضاء حوائجه وتيسير أموره ، وكشف ضرّه وبلائه ، وعلى نجاته من كلّ مكروه ، وفيه جلاء للقلوب ، وصفاء للنفوس ، وبقاء للفطرة ، ونيلٌ لأعظم المقامات الروحانية.
وممارسة الدعاء والتوجّه إلى الله بالرهبة والرغبة وبالخشوع والخضوع تجعل الداعي محلَّ العناية والرعاية والألطاف الإلهيّة ، فكلّما تواضع الإنسان لربّه وخضع واستسلم للإرادة الإلهية كلّما رجحت كفّة إيمانه ، وكان أرفع مقاماً وأعلى شأناً ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ المحكم والمتشابه : ١٩ ، وعنه في وسائل الشيعة ٧ : ٢٠٧ / ح ١٧.
٢ ـ فلاح السائل : ٣٠ ، وعنه في مستدرك الوسائل ٥ : ٣٣ / ح ٣.
٣ ـ الكافي ٣ : ٣٢٣ / ح ١١.