ونُبِّهَ على جملتها بما وُصف بها ، فإذا
قيل في الله تعالى : هو حكيم ، فمعناه بخلاف معناه إذا وُصف به غيره ، ومن هذا
الوجه قال الله سبحانه وتعالى : (أَلَيْسَ اللَّـهُ
بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)
.
وإذا وصف بهِ القرآن فلِتَضمُنّهِ
الحكمة ، نحو : (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ
الْحَكِيمِ)
.
الغيب : ما لا ايقع تحت الحواس ، وما
يغي عن علم الإنسان. ويقال للشيء : غَيبٌ وغائب باعتباره بالناس لا بالله تعالى ، فإنّه
لا يغيب عن شيء ، كما لا يعزب عنه مثقال ذرّةٍ في السماوات ولا في الأرض. وقوله
سبحانه : (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)
، أي ما يغيب عنكم وما تشهدونه .
فلا تعارضَ بين : نسبة علم الغيب إلى
الله وحده كما في قولهِ تعالى : (قُل لَّا يَعْلَمُ
مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ) .
وبين قوله تعالى : (عَالِمُ
الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ
ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ
خَلْفِهِ رَصَدًا)
.
فمِن هذا نستفيد أنّ الغيب لله على نحو
الأصالة ، فهو سبحانه يعلم الغيب لذاته ، أمّا إذا نسبنا علم الغيب لأحد الرسل أو
الأنبياء فبالتعليم من الله سبحانه ، ومن هذا القبيل نسبة الخلق إلى الله ونسبته
إلى الإنسان ، فقد ورد تعبير : (وَاللَّـهُ خَيْرُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ