أربعين سنة ، فلم
يقبل منه ، فقال لنفسه : ما أُوتيتُ إلّا منكِ ، ولا الذنبُ إلّا لكِ! فأوحى الله
تبارك وتعالى إليه : ذَمُّك نفسَك أفضلُ من عبادة أربعين سنة .
وقال الإمام الصادق عليه السلام : العَجَبُ
ممّن يُعجَب بعمله وهو لا يدري بما يُختَم له ، فمَن أُعجب بنفسه وفعله فقد ضلّ عن
منهج الرشاد ، وادّعى ما ليس له ، والمدّعي من غير حقّ كاذب وإن أخفى دعواه وطال
دهره ، وإنّ أول ما يُفعَل بالمعْجَبِ نزعُ ما أُعجب به ليعلم أنّه عاجز حقير ، ويشهد
على نفسه لتكون الحجّة عليه أوكد ، كما فُعل بإبليس. والعُجْبُ نبات حبّها الكفر ،
وأرضها النفاق ، وماؤها البغي ، وأغصانها الجهل ، وورقها الضلالة ، وثمرها اللعنة
والخلود في النار! فمَن اختار العجب بذَرَ الكفر ، وزرع النفاق ، ولابدّ أن يُثمِر
.
وقال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ
عيسى بن مريم عليهما السلام كان من شرايعه السَّيْحُ «أي السياحة» في البلاد ، فخرج
في بعض سيحه ومعه رجل من أصحابه قصير ، وكان كثير اللزوم لعيسى عليه السلام.
فلمّا انتهى عيسى إلى البحر قال : بسم
الله ، بصحّةِ يقينٍ منه ، فمشى على ظهر الماء ، فقال الرجل القصير حين نظر إلى
عيسى عليه السلام جازه : بسم الله ، بصحّة يقين منه ، فمشى على الماء ، ولَحِقَ
بعيسى عليه السلام ، فدخله العُجْب بنفسه فقال : هذا عيسى روح الله يمشي على الماء
، وأنا أمشي على الماء ، فما فضلُه علَيّ؟! قال : فرُمس في الماء ، فاستغاث بعيسى
عليه السلام فتناوله من الماء فأخرجه.
ثمّ قال له : ما قلتَ يا قصير؟ فقال له
: قلت : هذا روح الله يمشي على الماء ، وأنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ