وقال الإمام عليّ عليه السلام : أَحبُّ
الأعمال إلى الله عزّ وجلّ في الأرض الدعاء ، وأفضلُ العبادة العفاف
، وورد في الآثار المعتبرة أنَّ الدعاء مخّ العبادة .
وورد أنَّ للدعاء شرائط وآداباً ينبغي
للداعي مراعاتها ، مثل : مراعاة الأوقات المباركة ، والأماكن المقدّسة ، والأحوال
الشريفة التي هي منازل حلول الرحمات ونزول الفيوضات ، فقد ورد الحثّ على الدعاء
عند هبوب الرياح وزوال الأفياء
، ونزول القطر ، وأوّل قطرة من دم الشهيد ، فإنّ أبواب السماء تفتح عند هذه
الأشياء .
وورد الترغيب في الدعاء : عند السَّحَر
وعند الزوال ، وليلة الجمعة ويومها ، وعندما يرقّ القلب وتخشع الجوارح ، وتسيل
المدامع خشية من الله سبحانه وتعالى .
وكثيراً ما نسمع أنّ الناس يَدْعون فلا
يستجاب لهم ، ونقول : ليس أحد يدعو الله سبحانه على ما توجبه الحكمة إلّا أجابه
الله ، فلربّما سأل الداعي اللهَ ما فيه هلاك دِينه ودنياه ، أو ما فيه مفسدة له
وللآخرين ، وربّما تكون المصلحة في تأخير الإجابة وفق مقتضيات الحكمة الإلهيّة ، ولمّا
كان الدعاء بذاته عبادة كانت دعوة العبد راجحة على كلّ حال ، سواء استُجيب له أم
لا.
قال النبي صلى الله عليه وآله : ما من
مسلم دعا الله سبحانه بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلّا أعطاه الله بها أحدى
ثلاث خصال : إمّا أن يُعجَّلَ دعوتُه ، وإمّا أن يُؤخَّر له في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ