مَعينِ المُعاملةِ شِربُهم ، وطابَ في مجلسِ الأُنسِ سِرُّهم ، وأمِنَ في موطنِ المخافةِ سِربُهم ، واطمأنَت بالرجوعِ إلى ربِّ الأربابِ أنفسُهم ، وتَيقّنَت بالفوزِ والفلاحِ أرواحُهم ، وقَرَّت بالنظرِ إلى مَحبوبِهم أعينُهم ، واستَقَرَّ بإدراكِ السُّؤْلِ ونَيلِ المأمولِ فَرارُهم ، ورَبِحَت في بيعِ الدنيا بالآخرةِ تجارتُهم.
إلهي ما ألذَّ خواطرَ الإلهامِ بذِكركَ على القلوب ، وما أحلَى المسيرَ إليك بالأوهامِ في مسالِك الغُيوب ، وما أطيبَ طَعمَ حُبِّك ، وما أعذَبَ شِرْبَ قُربِك ، فأعِذْنا مِن طَرْدِك وإبعادِك ، واجعَلْنا مِن أخصِّ عارفيك ، وأصلحِ عبادِك ، وأصدقِ طائعيك ، وأخلصِ عُبّادِك ، يا عظيمُ يا جليل ، يا كريمُ يا مُنيل ، برحمتِك ومنِّك يا أرحم الراحمين (١).
والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الصحيفة السجّادية : ٤١٧ «مناجاة العارفين».