قائمة الکتاب
في حضور النبيّ والأئمّة عليهم السلام عند المحتضر
٢٥٩
إعدادات
مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي
مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي
المؤلف :الشيخ جبّار جاسم مكّاوي
الموضوع :العرفان والأدعية والزيارات
الناشر :بنياد پژوهشهاى اسلامى آستان قدس رضوى
الصفحات :457
تحمیل
وورد أنَّ الميّت إذا حضره سادته المعصومون يقول مخاطباً النبيّ صلى الله عليه وآله : ما كان أعظم شوقي إليكم ، وما أشدّ سروري الآن في لقائكم. يا رسولَ الله هذا ملك الموت قد حضرني ، ولا أشكّ في جلالتي في صدره لمكانك ومكان أخيك منّي.
فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله : كذلك هو. ثمّ يُقْبل رسول الله صلى الله عليه وآله على ملك الموت فيقول : يا ملك الموت ، إستوصِ بوصيّة الله في الإحسان إلى مُوالينا وخادمنا ومؤثرنا ، فيقول ملك الموت : يا رسول الله ، مره ينظر إلى ما قد أعدّ الله له في الجنان ، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله : أُنظرْ إلى العلوّ. فينظر في العلوّ إلى ما لا تحيط به الألباب ، ولا يأتي عليه العدد والحساب.
فيقول ملك الموت : كيف لا أرفق بمن ذلك ثوابه ، وهذا محمّد صلى الله عليه وآله وعترته زوّاره؟! يا رسول الله ، لولا أنّ الله جعل الموت عقبة لا يصل إلى تلك الجنان إلّا مَن قطعها لَما تناولتُ روحه ، لكنْ لخادمك ومحبّك هذا أُسوة بك وبسائر أنبياء الله ورسله وأنبيائه الذين أُذيقوا الموت بحكم الله.
ثمّ يقول محمّد صلى الله عليه وآله : يا ملك الموت ، هاك أخانا قد سلّمناه إليك ، فاستوصِ به خيراً. ثمّ يرتفع هو ومن معه إلى رياض الجنان ، وقد كشف الغطاء والحجاب لعين ذلك المؤمن العليل ، فيراهم المؤمن هناك بعدما كانوا حول فراشه فيقول : يا ملك الموت الوحا (أي السرعة والتعجيل) ، تناول روحي ولا تُبقِني هنا ، فلا صبر لي عن محمّد وعترته ، ألحِقْني بهم ، فيفتح عينيه فينظر ، فينادي روحَه منادٍ مِن قِبل ربّ العزّة : يا أيّتها النفس المطمئنّة ارجعي إلى محمّدٍ وأهل بيته ، وادخلي جنّتي. فما من شيء أحبّ إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي (١) ، (٢).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ المحتضر للحسن بن سليمان الحلّي : ٤٨ ـ ٤٩.
٢ ـ الكافي ٣ : ١٢٨ / ح ٢.