قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

تحمیل

مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثمالي

210/457
*

والموسومة بـ «مناجاة التائبين» :

إلهي ألبًسْتني الخطايا ثوبَ مَذلّتي ، وجَلَّلني التباعدُ مِنك لباسَ مَسْكنتي ، وأمات قلبي عظيمُ جِنايتي ، فأحْيِهِ بتوبةٍ منك يا أملي وبُغْيتي ، ويا سُؤْلي ومُنْيتي ، فَوَعزّتِك ما أجدُ لذنوبي سواك غافراً ، ولا أرى لكسري غيرَك جابراً ، وقد خضَعْتُ بالإنابة إليك ، وعَنَوتُ بالاستكانة لديك ، فإن طردتَني مِن بابِك فبِمَن ألوذ ، وإن رَدَدْتَني عن جَنابك فبِمَن أعوذ؟! فَوا أسفاهُ مِن خَجْلتي وافتضاحي ، ووالهفاهُ مِن سوء عملي واجتراحي (١) ، أسأل يا غافرَ الذنبِ الكبير ، ويا جابرَ العظمِ الكسير ، أن تَهَبَ لي مُوبقات الجرائر ، وتَستُرَ علَيّ فاضحاتِ السرائر ، ولا تُخْلِني في مشهد القيامة مِن بَرْدِ عفوِك ومغفرتِك ، ولا تُعْرِني مِن جميلِ صَفحِك وسَترِك.

إلهي ظلِّلْ على ذنوبي غَمامَ رحمتِك ، وأرسِلْ على عيوبي سحابَ رأفتِك ، إلهي هل يَرجِع العبدُ الآبق إلّا إلى مَولاه؟ أم هل يُجيرُه من سَخَطِه أحدٌ سواه؟!

إلهي إن كان الندمُ على الذنب توبة ، فإنّي وعزّتِك مِن النادمين ، وإن كان الاستغفار من الخطيئة حِطّةً فإنّي لك من المستغفرين ، لك العُتْبى حتّى ترضى.

إلهي بقدرتك عَلَيَّ تُبْ علَيّ ، وبحِلمِك عنّي اعفُ عنّي ، وبِعلمِك بيَ ارفَقْ بي.

إلهي أنت الذي فتحتَ لعبادِك باباً إلى عفوِك سمّيتَه التوبة ، فقلت : (تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا) ، فما عذرُ مَن أغفل دخولَ البابِ بعدَ فتحِه.

إلهي إن كان قَبُحَ الذنبُ من عبدِك ، فَلْيَحسُنِ العفوُ مِن عندِك.

إلهي ما أنا بأوّلِ مَن عصاك فتُبتَ عليه ، وتعرّضَ لمعروفِك فجُدتَ عليه ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ الاجتراح : الاكتساب ، قال ابن دريد : فلان جارَحَ أهله وجارحَهُ أهله ، إذا كان كاسَبَهم ، وجوارح الإنسان من هذا ، لأنّهنّ يجترحن له الخير أو الشرّ ، أي يكسب بهنّ. [ترتيب جمهرة اللغة ١ : ٢٦٩]