الجزاء ، قال الله سبحانه وتعالى : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (١).
وقال الإمام الصادق عليه السلام : مرّ بي أبي «أي الباقر عليه السلام» وأنا بالطواف ، وأنا حَدَثٌ ، وقد اجهتدتُ في العبادة ، فرآني وأنا أتصابُّ عرقاً ، فقال : يا جعفرُ يا بُنيّ ، إنّ الله إذا أحبّ عبداً أدخله الجنّة ، ورضيَ منه باليسير (٢).
وقبول الأعمال وترتّب الثواب عليها يتناسب طردياً مع الإقبال الروحيّ ، وحضور القلب حين العمل ، فإنّ العبد ليرفع له من صلاته نصفها ، أو ثلثها ، أو ربعها ، أو خمسها ، فما يرفع له إلّا ما أقبل منها بقلبه.
وروي عنه عليه السلام أيضاً أنّه قال : إنّي لَأُحبّ للرجل المؤمن منكم إذا قام في صلاته أن يُقْبل بقلبه إلى الله تعالى ، ولا يشغله بأمر الدنيا ، فليس من مؤمنٍ يُقبل بقلبه في صلاته إلى الله إلّا أقبل الله إليه بوجهه ، وأقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبّة بعد حبّ الله إيّاه (٣).
وقال عليه السلام : من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما ، انصرف وليس بينه وبين الله ذنب إلّا غفره له (٤).
ومن علامات قبول الأعمال العباديّة أنّها تُقاس بمقدار آثارها على باطن الإنسان وسريرته ، وتصرّفاته وسلوكه وأخلاقه ، فقد سأل أحدهم الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام قائلاً : يا ابن رسول الله ، كيف أعلم أنّ صلاتي قد قُبِلت؟ فقال عليه السلام : إذا كانت تَنهاك عن الفحشاء والمنكر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ المائدة : ٢٧.
٢ ـ الكافي ٢ : ٨٦ / ح ٤.
٣ ـ الأمالي للمفيد : ١٥٠ / ح ٧.
٤ ـ ثواب الأعمال : ٤٤.