وسأله رجل عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا سيّد وُلد آدم ولا فخر. قال : نعم ، يأخذ حلقة باب الجنّة فيفتحها فيخرّ ساجداً ، فيقول الله : إرفع رأسك ، إشفَعْ تُشفَّع ، أُطلبْ تُعط. فيرفع رأسه ثمّ يخرّ ساجداً ، فيقول الله : ارفع رأسك ، إشفَعْ تُشفَّع ، واطب تُعط. ثمَّ يرفع رأسه فيشفع فيُشفّع ، ويطلب فيُعطى (١).
وعن حرب بن شريح البصريّ قال : قلت لمحمّد بن عليّ «الباقر عليهما السلام : أيُّ آية في كتاب الله أرجى؟ قال عليه السلام : ما يقول فيها قومك؟ قلت : يقولون : (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ) (٢) ، قال عليه السلام : لكنّنا أهلَ بيت لا نقول ذلك. قال : قلت : فأيُّ شيءٍ تقولون فيها؟ قال عليه السلام : نقول : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ) ، الشفاعة واللهِ الشفاعة ، واللهِ الشفاعة (٣).
وقال الإمام الباقر عليه السلام لأبي أيمن : ويحك يا أبا أيمن ، أَغَرَّكَ أن عَفَّ بعطنُك وفرجك؟ أما لو قد رأيت أفزاع القيامة ، لقد احتجت إلى شفاعة محمّد صلى الله عليه وآله ، ويلك ، فهل يشفع إلّا لمن وجبت له النار؟! ثمّ قال عليه السلام : ما من أحد من الأوّلين والآخرين إلّا وهو محتاج إلى شفاعة محمّد صلى الله عليه وآله يوم القيامة.
ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : إنّ لرسول الله صلى الله عليه وآله الشفاعةَ في أمّته ، ولنا شفاعة في شيعتنا ، ولشيعتنا الشفاعة في أهاليهم. ثمّ قال عليه السلام : إنّ المؤمن ليشفع في مِثل ربيعةَ ومُضر ، وإنّ المؤمن ليشفع حتّى لخادمه ويقول : يا ربّ ، حقّ خدمتي ، كان يقيني الحرّ والبرد (٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ تفسير العيّاشيّ ٢ : ٣١٤ / ح ١٥٠.
٢ ـ الزمر : ٥٣.
٣ ـ تفسير فرات الكوفيّ : ٥٧٠ / ح ٧٣٤ ، والآية في سورة الضحى : ٥.
٤ ـ تفسير القمّيّ : ٢ : ٢٠٢.