من حيث هى نفس ، (١) وذلك من حيث هى مقارنة (٢) لهذه المادة. فليس ينبغى لنا أن نتكلم فى أمر معاد النفس ـ ونحن متكلمون فى الطبيعة ـ إلى أن ننتقل إلى الصناعة الحكمية وننظر فيها فى الأمور المفارقة. وأما النظر فى الصناعة الطبيعية فيختص بما يكون لائقا بالأمور الطبيعية ، وهى الأمور التي لها نسبة إلى المادة والحركة ، بل نقول : إن تصور العقل يختلف بحسب وجود الأشياء ، فالأشياء (٣) القوية الوجود (٤) جدا قد يقصر العقل عن إدراكها لغلبتها ، والأشياء الضعيفة الوجود جدا كالحركة والزمان والهيولى فقد يصعب تصورها ، لأنها ضعيفة الوجود والأعدام ، (٥) لا يتصورها العقل وهو بالفعل مطلقا ، لأن العدم يدرك من حيث لا تدرك الملكة فيكون مدرك (٦) العدم من حيث هو عدم والشر من حيث هو شر شىء (٧) هو بالقوة وعدم كمال ، فإن أدركه عقل فإنما يدركه لأنه بالإضافة إليه بالقوة فالعقول التي لا يخالطها ما بالقوة لا تعقل العدم والشر من حيث هو عدم وشر ولا تتصورهما ، (٨) وليس فى الوجود شىء هو شر مطلقا.
__________________
(١) هى نفس : هو نفس ك
(٢) هى مقارنة : هو مقارن ك.
(٣) فالأشياء : والأشياء م.
(٤) الوجود (الأولى) : ساقطة من د ، ف.
(٥) والأعدام : والأعدم م.
(٦) مدرك : يدرك ك
(٧) شىء : شيئا م.
(٨) ولا تتصورهما : فلا تتصورهما د.