ولا يجوز أن تكون مغايرته له من جهة صورة المربعية ، وذلك لأنا (١) فرضناهما متشاكلين متشابهين متساويين. ولا يجوز أن يكون ذلك لعارض (٢) يخصه ، أما أولا فإنا لا نحتاج فى تخيله يمينا إلى إيقاع عارض (٣) فيه ليس فى ذلك غير جهات المادة ، وأما ثانيا فإن ذلك العارض إما أن يكون شيئا فيه نفسه لذاته أو يكون شيئا (٤) له بالقياس إلى ما هو شكله فى الموجودات حتى يكون كأنه شكل منزوع عن موجود هو لهذا الخيال ، (٥) أو يكون شيئا له بالقياس إلى المادة الحاملة. (٦) ولا يجوز (٧) أن يكون شيئا له فى نفسه من العوارض التي تخصه ، لأنه إما أن يكون لازما أو زائلا ، ولا يجوز أن يكون لازما له بالذات إلا وهو لازم لمشاركه فى النوع ، فإن المربعين وضعا متساويين فى النوع فلا يكون لهذا عارض لازم ليس لذلك. (٨) وأيضا فإنه لا يجوز إن كان هو فى قوة غير متجزئة تجزؤ (٩) القوى الجسمانية أن يعرض له شىء دون الآخر الذي هو مثله ومحلهما واحد غير متجزئ وهو القوة القابلة. ولا يجوز أن يكون زائلا ، لأنه يجب إذا زال ذلك (١٠) الأمر أن تتغير صورته فى الخيال ، فيكون الخيال إنما يتخيله كما هو لأنه (١١) يقرن به ذلك الأمر ، فإذا زال (١٢) تغير ، والخيال إنما يتخيله هكذا لا بسبب شىء يقرنه به ، بل يتخيله كذلك كيف كان ، ولا إلى الخيال أن يلحق بالآخر هذا العارض فيجعله (١٣) كالأول ، بل ما دام موجودا فيه يكون كذلك ويعتبره الخيال كذلك من غير التفات إلى أمر آخر يقرنه به.
ولهذا لا يجوز أن يقال : إن فرض الفارض (١٤) جعله بهذه الحال ، كما يجوز أن
__________________
(١) لأنا : أنا د.
(٢) ولا يجوز ... لعارض : ساقطة من م.
(٣) عارض : عارضا ك.
(٤) فيه ... شيئا : ساقطة من م.
(٥) لهذا الخيال : بهذه الحال م
(٦) الحاملة : الحاصلة د ، ك ، م
(٧) ولا يجوز : لا يجوز م.
(٨) لذلك : كذلك د.
(٩) تجزؤ : غير د ؛ تجزئ ك.
(١٠) ذلك : ساقطة من م.
(١١) لأنه : لا أنه ك
(١٢) زال : ازاله ف.
(١٣) فيجعله : فيتخيله د ، ك.
(١٤) الفارض : العارض ك.