هذا عند سكون القوى العقلية أو غفول الوهم ، وعند اشتغال النفس النطقية عن (١) مراعاة الخيال والوهم. فهناك تقوى المصورة والمتخيلة على أفعالها الخاصة (٢) حتى يتمثل ما تورده من الصور محسوسة.
ولنزد هذا بيانا فنقول : إنه سيتبين (٣) بعد أن هذه القوى كلها لنفس واحدة وأنها خوادم للنفس ، (٤) فلنسلم ذلك وضعا ، ولنعلم أن اشتغال النفس ببعض هذه يصرفها عن إعانة القوى الأخرى على فعلها أو عن ضبطها عن زيغها (٥) أو عن حملها على الصواب ، فإن من شأن النفس إذا اشتغلت بالأمور الباطنة أن تغفل عن استثبات الأمور الخارجة فلا تستثبت المحسوسات حقها من الاستثبات ، وإذا اشتغلت بالأمور الخارجة أن (٦) تغفل عن استعمال القوى الباطنة ، فإنها إذا كانت تامة الإصغاء إلى المحسوسات الخارجة ففى وقت ما تكون منصرفة إلى ذلك يضعف تخيلها وتذكرها ، وإذا انصبت إلى أفعال القوة الشهوانية (٧) انكسرت منها أفعال القوة الغضبية ، (٨) وإذا انصبت إلى أفعال القوة الغضبية انكسرت منها أفعال القوة الشهوانية ؛ وبالجملة إذا انصبت إلى استكمال الأفعال الحركية (٩) ضعفت (١٠) الأفعال الإدراكية ، وبالعكس. فإذا لم تكن النفس مشتغلة بأفعال قوى عن أفعال قوة ما بل كانت (١١) وادعة كأنها معتزلة عرض لأقوى القوى وأعملها أن تغلب ، وإذا اشتغلت بقوة ما وعارض ما عن تثقيف قوة ، إنما تضبطها عن حركاتها المفرطة مراعاة النفس أو الوهم إياها استولت تلك القوة ونفذت (١٢) فى أفعالها التي بالطبع (١٣) قد خلا لها الجو وتثقفت. (١٤) وهذا الذي يعرض للنفس من أن لا تكون مشتغلة بفعل قوة أو قوى فقد يكون
__________________
(١) عن : من ك.
(٢) الخاصة : الخاصية ك.
(٣) سيتبين : سنبين د ، ك ؛ + لنا ف ، م.
(٤) للنفس : النفس م.
(٥) زيغها : زيفها ك.
(٦) أن : ساقطة من ك.
(٧) الشهوانية : الغضبية م
(٨) الغضبية ... القوة : ساقطة من م.
(٩) الحركية : الحركة م
(١٠) ضعفت : + عن م.
(١١) كانت : كان د.
(١٢) ونفذت : نفذت ك
(١٣) بالطبع : فى الطبع د
(١٤) وتثقفت : ساقطة من د ، ف ، ك.